مركز عصام فارس للشؤون اللبنانيّة
PrintEmail This Page
رئيس «الكتائب» يحاضر في مركز فارس
09 أيار 2012

رئيس «الكتائب» يحاضر في مركز فارس

الجمّيل: لا نأخذ إذناً من "14 آذار"


السفير- غراسيا بيطار

كعرّاب لـ«الحياد الإيجابي» قدّم الرئيس أمين الجميل نفسه. استفاض في مركز فارس في عرض الرؤية الكتائبية لما يعتبره «خلاص لبنان». في ندوة «الحياد الإيجابي في سياسة لبنان الخارجية»، لمعت «الازرار الكتائبية» على الكثير من الصدور. الحضور فاق العدد المعتاد في ندوات المركز، ففتحت قاعة المؤتمرات أمام المحاضر الذي بدأ بالسرد التاريخي منذ استقلال لبنان مرورا بتواريخ اعوام 1967 و1973 و1982 فالتسعينيات وصولا الى عدوان تموز حيث «لعب «حزب الله» دورا أساسيا في التحرير من ضمن الحراك الشعبي ولا نرى اليوم لماذا يستمر في مقاومته فهل لمقاومة قوات «اليونيفيل» مثلا؟». تساءل الجميل من دون أن يغفل التوقف عند «اتفاق القاهرة» عام 69 شارحا: «فرض حينها على لبنان التوقيع بقوة السلاح كما هو حاصل اليوم، فكان الخروج عن مبدأ الحياد «غصباً عنا» لندفع الثمن نحن والفلسطينيون وكل العرب». لا أوراق ملونة هذه المرة في يد مدير المركز عبد الله بوحبيب فاللياقة الديبلوماسية لا تتيح رفع بطاقة حمراء في وجه «الفخامة»، لينهي رئيس الكتائب حديث الساعة ونصف الساعة بتوصية «التطبيق الفعلي للبنان الرسالة من خلال الحياد الإيجابي من أجل بناء الإنسان العربي»، ملتمسا بشكل عفوي التصديق على كلامه من «الكتائبي العتيق» جوزف أبو خليل الجالس في الصف الأول بقوله: «مش هيك عمّو؟». في الصف ذاته يجلس مسعود الأشقر وحبيب أفرام وشخصيات.

ينطلق الجميل من «زمن الرومانسية» وأيام الوحدة العربية والناصرية الى ثورة 58 ليقول «إن البعد الخارجي كان دائما حاضراً في مفاصل السياسة اللبنانية والعربية». يسمّي مرحلة «الهيمنة السورية» التي أدت الى «خراب البصرة» سابقا واليوم «المرحلة الإيرانية وباعتراف من السيد حسن نصر الله بدعم إيراني مادي ومعنوي». في كل تلك المراحل «صمد النظام والثقافة اللبنانية» وهذا هو النصف الملآن من الكوب. والمطلوب اليوم «استخلاص العبر مما يحصل حولنا من السودان الى العراق واليمن...».

في مرافعته الدفاعية عن الحياد الإيجابي، يلفت الجميّل الى أن الميثاق الوطني كان أول من دعا اليه في إشارته الى «لا شرق ولا غرب». كل الأزمات التي مر فيها لبنان سببها، برأي الجميّل، «خروجه عن مبدأ الحياد»، موضحا أن «الحياد الإيجابي يعني أن يكون لبنان في صلب الأحداث ولا يعني خروجه من الجامعة العربية أو الأمم المتحدة فالنمسا عضو أممي وهي دولة حيادية». الى سوريا «الخائفة من مؤامرة ضدها من لبنان»، وجّه الجميّل رسالة الى النظام و«أهل الثورة» معا: «قرارنا في الحياد الإيجابي وعدم التدخل في شؤون سوريا الداخلية كي لا تتدخل هي في شؤوننا». وعندما سئل إذا ما كان موقفه منسقا مع حلفائه الآذاريين، أجاب على وقع التصفيق الكتائبي: «نحن لا نأخذ إذنا من أحد هذه وجهة نظرنا ونعتبرها المدخل السليم لخلاص لبنان».

وبعد طول غياب عن لبنان أطل الكاتب والمفكر السياسي رغيد الصلح مقدما لـ«الشيخ أمين». مايز بين دول اعتمدت الحياد لكنها لم تتمكن من الحفاظ عليه فخسرته مثل بلجيكا والدانمارك وأخرى ما زالت مطبوعة فيه مثل سويسرا والسويد. وإذ وضع الصلح الحياد الإيجابي في خانة «المحاولة التصحيحية لنهج قائم» دعا الى تطبيق مثل هذه التجارب الناجحة في العالم العربي، مميزا بين «الحياد الإنكفائي والحياد الإيجابي».