مركز عصام فارس للشؤون اللبنانيّة
PrintEmail This Page
النهار: المرأة في التغيرات العربية" لخلف وبيضون
26 نيسان 2012

"المرأة في التغيرات العربية" لخلف وبيضون

محاولات لإعادة النساء العربيات الى ما قبل المواطنة "

نظّم مركز عصام فارس للشؤون اللبنانية ندوة عن "المرأة في التغيرات العربية"، شاركت فيها الدكتورة ريما خلف والدكتورة عزة بيضون.

وقال مدير المركز السفير عبدالله بوحبيب: "بينما شاهدنا المرأة في تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا تتصدّر الانتفاضات داعية للحرية والديموقراطية والمساواة، كانت النتائج مخيّبة للآمال بالنسبة اليها، في ظل تطورات تؤدي إلى التراجع في دور المرأة في المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والى التقليل منه".

وقالت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة والأمينة التنفيذية للإسكوا الدكتورة ريما خلف إنَّ "الخطر الأكبر الذي يتهدد المرأة العربية الآن هو إجهاض عملية الانتقال إلى الديموقراطية أو تفريغها من مضمونها الحقيقي".

أضافت: إن "من مصلحة المرأة التصدّي لهذا الخطر أياً كان مصدره والمساهمة في التأسيس لبناء ديموقراطي منيع، لأن النجاح هو الضمانة الوحيدة لتحقيق نهضة شاملة تعيد بناء العلاقات على مبدأ الحقوق والحريات، لا سيما العدالة والمساواة بين الجنسين". 

وقالت إنَّ "دواعي القلق تتمثل في ارتفاع منسوب التوقعات والتطلعات الشعبية في أعقاب الانتصار الأول للثورة، والتهميش النسبي للمرأة في بعض الترتيبات السياسية الانتقالية، والصعود الملحوظ للتيار الإسلامي، وارتفاع أصوات متشددة تطالب بالتخلّي عن المكتسبات التشريعية التي حققتها المرأة في ظل الأنظمة السابقة".
واضافت: "مع تصاعد نفوذ الأحزاب الإسلامية، كثرت المخاوف من أن يؤدي تنامي دورها إلى تقييد الحريات الاجتماعية، وحقوق المرأة وحرياتها خاصة، وذلك بسبب عدم إفصاح هذه الأحزاب عن رؤيتها الاجتماعية بصورة كاملة، أو عدم الثقة بالتطمينات والوعود التي قدمتها بعض هذه الأحزاب". 

وقالت: "في ليبيا غيبت المرأة عن المراكز العليا في المجلس الوطني الانتقالي حيث عينت امرأة واحدة ولم تعين أي امرأة في منصب وزاري؛ وفي مصر لم تضم اللجنة التي شكلها المجلس العسكري لتقديم مقترحات لتعديل الدستور أي امرأة، ولم يتجاوز عدد النساء في المجلس الاستشاري الذي شكله المجلس العسكري ثلاث نساء".

من جهتها، قالت الدكتورة عزة بيضون، إن "النساء العربيات شاركن في انتفاضات بلادهن تعبيراً عن مواطِنيتهن، ولكن برز ميلٌ واضح الى اختزالهن إلى كونهن إناثا وطغت محاولات إعادتهن إلى موقع ما قبل المواطنة"، مستشهدةً بأمثال عن مناضلات وناشطات مثل المدوّنة المصرية أسماء محفوظ، التونسية خولة الرشيدي، رزان زيتونة التي توثق لانتهاكات حقوق الإنسان في سوريا، اليمنية توكل كرمان وغيرهن... ولفتت إلى  "التعصّب الجنسي الذي تعرّضت له النساء طيلة أيام الثورة سواء بوجهه الحمائي أو العدائي" وكذلك الى "بعض ظواهر التعصّب الحمائي مثل المبالغة في إبراز دور النساء في الاحتجاجات والتركيز على حضورهن في الإعلام، ومنحهن جوائز تقديرية؛ ليبدو  أن ما قمن به استثنائي الحدوث، وجُعلن، أحياناً وفي بعض الاعتصامات والتظاهرات، دافعاً لحماية الرجل لهن، إما من التحرّش الجنسي أو من عدوانية القوى المناهضة للثورة".

أما عن ظاهرات التعصّب العدائي من الانظمة، فقالت إنها "تجلّت بالاعتداء الجنسي على بعض النساء كما ظهر في فحوص العذرية والتحرّش الجنسي والاغتصاب، وبتجاهل صفاتهن المهنية، وإسباغ صفات تبخيسية ذات طابع جنسي عليهن". أضافت أن "من الظاهرات اعتبار النساء "قطعاناً" يجري استدعاؤهن للمشاركة في التظاهرات من "رجالهن"، وأنهن من دون إرادة سياسية مستقلّة كما في البحرين واليمن. ومن بين هذه الظواهر تهديد الرجال بأعراضهن مثل التهديد بخطف النساء والتعدّي عليهن لإذلال الرجال، وبث الإشاعات حولهن، ومحاولة تشويه سمعتهن، واستخدام شؤون تخصهن (الحجاب، الاختلاط) كوسيلة للاستيلاء على الجامعات مثلاً".