أخبار ونشاطات مختلفة
PrintEmail This Page
كلمة غبطة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي من دارة عصام فارس في بينو
13 آب 2012

سيادة أخي المطران باسيليوس ممثل غبطة البطريرك اغناطيوس الرابع،

حضرة الصديق المهندس سجيع عطيه ممثلاً دولة الرئيس فارس،

أخي المطران جورج مطران الأبرشية، أصحاب السماحة، السادة الموارنة، أصحاب السماحة والفضيلة والآباء الأجلاء،

أصحاب المعالي والسعادة النواب، حضرة محافظ الشمال، حضرة القائمقام، حضرة عميد السلك الدبلوماسي، حضرة القناصل،

رئيس المجلس البلدي، المخاتير رؤساء البلديات والمخاتير الكرام، حضرة الفاعليات السياسية والحزبية والإدارية والقضائية والعسكرية والنقابية والثقافية،

أيها الإخوة والأخوات الأحباء،

يطيب لي أن أحييكم سيادة أخي المطران باسيليوس، متروبوليت عكار وتوابعها السامي الاحترام، ومن خلالكم أحيّي أخي صاحب الغبطة اغناطيوس الرابع لأشكره من صميم القلب وأشكر السادة المطارنة والآباء وأبناء كنيسة الروم الأرثوذكس الشقيقة وكل أهل الدار لدولة الرئيس عصام وزوجته الفاضلة هلا وكل أبناء بينو لأشكر لهذه الدعوة التي تجمعنا على مائدة المحبة في دار المحبة، دار عصام فارس الذي أحييه شاكراً على المكاملة الهاتفية التي رحب بها بحرارة بزيارتي الراعوية إلى عكار وبينو بنوع خاص، وبكثير من المحبة الأخوية والتقدير والاحترام، أحيي غبطة البطريرك رأس الكنيسة اغناطيوس الرابع، وقد رحب هو أيضاً بمكالمة هاتفية بهذه الزيارة وباركها وحمّلني محبته وصلاته لكل منطقة عكار العزيزة. ويسعدني أن ألتقي كل هذه الشخصيات الكريمة وهذه الوجوه المحبوبة التي بوجودها في هذه الدار تشدّ أواصر الشراكة والمحبة في ما بيننا. وإنني أُعرب عن تقديري الكبير للرسالة الراعوية التي تقومون بها أخي سيادة المطران باسيليوس في عكار وسوريا مع السادة المطارنة والكهنة المحترمين وهذا الشعب الطيب ولما تؤتي خدمتكم من ثمار روحية واجتماعية وثقافية ووطنية.

تعالوا نواصل خدمتنا معاً وهي رسالة عبّرتم أخي المطران باسيليوس عنها برسالتكم هذه الغنية واللطيفة وأشكركم عليها كما اشكر سعادة النائب نصال طعمه، هذا الأرثوذكسي الملتزم الذي أراد أن يجمع بين النيابة وإدارة المدرسة الوطنية والذي اشترط أنه لن يقبل النيابة إلا إذا ظلّ مديراً للمدرسة الوطنية لكي يربّي أجيالنا على الكلمة الجميلة التي تكرّمت بها سعادة النائب

أن نلتقي في دارة دولة الرئيس عصام فارس، فهذا لقاء له مدلولاته الكثيرة. إنه تكريم لصاحب الدار، ليس فقط بسبب الاستضافة في هذا المنزل الذي أراده مفتوحاً حتى بغيابه الحسي، وأراده سيدنا امتداداً لمطرانية عكار وتوابعها في بينو ونشكرك على وجود هذا الكرسي في بينو ايضاً.

إنّ الجميع في عكار وفي لبنان يحفظون لدولة الرئيس عصام فارس الامتنان وعرفان الجميل ويدعون له بالعمر الطويل ودوام الصحة والنجاح له ولأسرته. نحن في دارة رجل دولة بامتياز. عصام فارس اعتبر العمل السياسي ومارسه فناً شريفاً لخدمة الخير العام بتعزيز الإنماء وباتحاد فرص العمل وبتجذير المواطنين في أرضهم، وباحترام المؤسسات العامة وإبعادها عن أي تدخل سياسي أو تلوينها بأي لون طائفي أو مذهبي. واعتبر عصام فارس السياسة ومارسها بتجرّد وسخاء وعطاء، أرادها انفتاحاً على الآخر المختلف وحواراً بنّاءً، هذا كله دعوة تُوجه إلى القادرين لتحقيق مشاريع استثمارية في منطقة عكار من شأنها أن تساهم في إنمائها وتوفير فرص عمل لشبابها وسكانها والحدّ من موجة الهجرة الداخلية والخارجية.

وعلى المستوى الإداري، هنا من بيت دولة الرئيس عصام، يطالب أهالي عكار الدولة إصدار المراسيم التطبيقية لإنشاء المحافظة ودوائرها الإدارية. ومن الضروري، ونقولها من هذه الدار، تحقيق اللامركزية الموسعة القائمة على توزيع عادل وسليم للسلطات بين الدولة المركزية والوحدات المحلية التي تتشكّل منها الدولة، فاللامركزية الموسعة التي أقرّتها وثيقة الاتفاق الوطني وتلبّي رغبة جميع اللبنانيين، هذه اللامركزية هي الوسلية الفُضلى لإصلاح الدولة ومصالحتها مع المواطنين، وكم يشعر أهل عكار أنّ الدولة، سيدنا، بحاجة لأن تتصالح مع أبناء عكار.

أجل، المركزية وسيلة لتصالح الدولة المواطنين، وضرورية ووسيلة لتأمين الاستقرار عبر التخفيف من الصراع على السلطة المركزية وتعزيز الإنماء المتوازن. أجل، اللامركزية الموسعة أولوية وطنية قصوى.

وعلى المستوى الوطني، من هذه الدار، نقول إنّ الاختبار اللبناني للعيش معاً، مسلمين ومسيحيين، عيش منظم في الدستور على أساس الميثاق الوطني وصيغته التطبيقية، هذا الميثاق، هذا الاختبار اللبناني يجعل لبنان نموذجاً ورسالةً فيما العالم يعيش خطر صراع الحضارات والأديان في أكثر من مكان وبلد ومنطقة ودولة.

ونظراً لموقع لبنان الجغرافي على باب الضفة الشرقية للمتوسط، الأمر الذي مكّنه من أن يكون جسراً ثقافياً وتجارياً وإنمائياً بين الشرق والغرب، موقع لبنان الجغرافي وموقعه السياسي وسط عالم عربي، نظامه ديني، هذا اللبناني يمثل واحةً للتلاقي والحوار. لكل هذه الأسباب، ينبغي العمل مع الأسرة الدولية لإعلان حياد لبنان الإيجابي بحيث نتحرّر من الدخول في محاور وأحلاف إقليمية ودولية ونلتزم بجميع قضايا الأسرتين العربية والدولية في كل ما يتعلّق بالسلام والعدالة وحقوق الإنسان والحريات العامة ونشر ثقافة الديمقراطية ونقل قيم الحداثة العولمة. وبحياده، يصبح لبنان للبلدان العربية مكان الثقة كمركز يضمن لهذه البلدان الخدمات الثقافية والطبية والمصرفية والسياحية المميزة.

إنّ دارة دولة الرئيس عصام فارس تشكّل خير منبر لطرح كل هذه المواضيع والتطلّعات. هو معنا بوجعه الغيابي، بقلبه، وبفكره وتطلّعاته، هو معنا، هو معنا بوجهه الغيابي عن لبنان.

عشتم، عاشت الدار،عاشت دار عصام فارس وأهلها، عاشت بينو، عاشت عكار، وعاش لبنان.