باولي والسياسة الفرنسية في "مركز فارس": لا نستبعد مناطق عازلة في سوريا، ولكن.. تحدث السفير الفرنسي باتريس باولي عن "بقاء لبنان في منأى عن تأثيرات الأزمة في سوريا"، في اطار "السياسة الفرنسية والمتغيرات العربية" خلال ندوة من ضمن السلسلة التي سينظمها "مركز عصام فارس للشؤون اللبنانية". باولي اعتبر "ان ما حصل في بعض الدول العربية انتفاضات من صنيعة الشعوب، وفرنسا أخذت ذلك في الاعتبار وفتحت باب الحوار مع كل القوى ذات الصفة التمثيلية، من "النهضة" في تونس الى "الاخوان المسلمين" في مصر. مع ما يمثل ذلك من تغيير في السياسة". ورأى ان "من المبكر تقويم ما آل اليه الربيع العربي، فالثورات لم تنته بعد، وهناك مشكلات لم تحسم كموقع الدين في الحياة العامة". وعن الوضع في سوريا، اكد "اصرار فرنسا على الحل السياسي، وان القمع القاسي من النظام للتحركات السلمية هو الذي أوصل الامور الى هذا الدرك من تصاعد العنف وتحول الصراع وضعاً أشد طائفية، خصوصاً ان النظام عمد منذ البداية الى تأجيج مشاعر الخوف والحقد. وركز على ان "فرنسا كانت منذ البدء مع اطلاق عملية انتقالية سياسية وفق خطة جامعة الدول العربية، وهي لن تستسلم بل ستواصل البحث عن حل في اطار الشرعية الدولية". واكد ان فرنسا "تفكر مع شركائها في المناطق العازلة، ولا تستبعد خياراً كهذا، الا ان تطبيقه معقد نظراً للحاجة الى قاعدة قانونية من مجلس الامن، والى الوسائل العسكرية الكبيرة التي يفرضها". ورداً على سؤال عما اذا كان هناك تقاسم نفوذ في المنطقة على غرار اتفاقية سايكس – بيكو العام 1916، اكد باولي ان "موقف فرنسا واضح في احترام وحدة الدول وسيادتها في اطار حدودها المعترف بها". وبسؤاله عن الخشية على مستقبل مسيحيي المشرق، اكد "ضرورة بناء دول قوية تملك كل الوسائل لحماية كل المواطنين على قدم المساواة". وسئل عن موقف بلاده من فكرة حياد لبنان على الطريقة السويسرية، فأجاب: "اذا كان الحياد مقبولاً من كل الاطراف، فستساعد فرنسا في تطبيقه، لكنها لن تقدم مشروعاً من هذا النوع بدلاً من اللبنانيين".