بقلم غراسيا بيطار عندما وصلت المسيحية الى ألاسكا في العام 1794 كانت ملكا لروسيا. ولكن بعد بيعها لحكومة الولايات المتحدة في العام 1867 انتشر منها المبشرون الأرثوذكس في جميع أنحاء القارة الأميركية الشمالية. وفي غمرة الفوضى التي أعقبت اندلاع «الثورة البلشفية «في مطلع القرن الماضي، قطعت كل قنوات الاتصال بين الكنيسة في أميركا وروسيا، فقامت المجموعات العرقية الأخرى داخل الكنيسة بتأسيس جماعات منفصلة مرتبطة بشكل مباشر بكنائس بلدانها الأصلية، وهكذا أنشئت على يد بطريرك القسطنطينية أسقفية يونانيَّة في الولايات المتحدة في العام 1922. التأسيس الرسمي تمّ في العام 1970 مع إعلان بطريرك موسكو استقلال الكنيسة الأميركية الفعلي، استقرت أوضاعها ولم تعد بحاجة الى الاعتماد على الخارج، ما سمح للأرثوذكس الأميركيين بتحديد انتماءهم الديني من دون الرجوع إلى أصلهم العرقي. تدار الكنيسة الأرثوذكسية في أميركا الشمالية من قبل مجمع من الأساقفة يعاونه علمانيون. وتضم أكثر من 400 أبرشية تستعمل الإنكليزية كلغة صلاة. واليوم تتبع لها أبرشيات في المكسيك وأميركا الجنوبية واستراليا. ويقدر عدد أتباع هذه الكنيسة بنحو ستة ملايين فرد. وفي بطاقة التعريف أيضا، نلاحظ أيضا أن الكنيسة الأرثوذكسية في أميركا لا تضمّ جميع المجموعات الأرثوذكسية في البلاد، فيوجد أسقفيات تتبع بطريرك القسطنطينية وأخرى تتبع الكنيسة الأوكرانية الأرثوذكسية، فضلا عن أسقفية تتبع البطريرك الأنطاكي للروم الأرثوذكس. في كندا، يشكل الأرثوذكس فقط 2 في المئة من عدد السكان لتبقى الحصة الأكبر للكاثوليك والبروتستانت. أما أتباع الأرثوذكسية الشرقية، فيتواجد معظمهم في الولايات المتحدة وكندا والسلفادور. هذه المجموعة المسيحية تنمو بوتيرة أسرع من العديد من الجماعات المسيحية الأخرى في كندا وهي حاليًا تمثل ما يقرب من 3 في المئة من سكان كندا. في كل عام يلتقي «أبناء بطرس» في أميركا الشمالية وكندا في احتفال سنوي. و«على يدهم» تشهد نيويورك، اليوم، تكريم «الرجل الأرثوذكسي» عصام فارس في احتفال من المتوقع أن يحضره نحو 4 آلاف شخص. يقدم هؤلاء لنائب رئيس مجلس الوزراء السابق وشاح القديسين بطرس وبولس. لا أثر لعصام فارس في المشهد السياسي اللبناني الحالي... ولن يكون. على الأقل في المدى المنظور. يقول مقربون منه إنه «يتابع عن بعد ما يجري في لبنان، لكن لا نية لديه ولا لدى أي من أبنائه دخول النادي السياسي للوطن الأم». قاعات الاستقبال في أمكنة إقامته المتنقلة بين فرنسا ولندن ونيويورك تشهد على علاقاته. منذ مدة قصيرة التقى رئيس الجمهورية ميشال سليمان والعماد ميشال عون وقائد الجيش العماد جان قهوجي. أما الرئيس السابق إميل لحود فقد كان «يطلّ» كل صيف.