ندوة عن الإنتخابات الأميركية وتأثيرها على الشرق الاوسط: سالم وحرب: المرشحان يدعمان المعارضة السورية ويحاذران التورط الوكالة الوطنية للإعلام- 31 تشرين الأول 2012 حاضر مدير مركز كارنيغي للشرق الأوسط الدكتور بول سالم والإعلامي الخبير في الشؤون الأميركية موفق حرب عن "الإنتخابات الأميركية وتأثيرها على الشرق الاوسط"، بدعوة من مركز عصام فارس للشؤون اللبنانية وفي حضور عدد من المهتمين. بو حبيب بداية، قدم الندوة مدير المركز السفير عبد الله بو حبيب، معتبرا أن سياسات الولايات المتحدة تجاه الشرق الاوسط تعتبر عاملا محددا لكثير من سياسيي المنطقة لرسم تصورات المستقبل في بلدانهم، ومشيرا إلى أن أهداف السياسة الأميركية تجاه المنطقة ثابتة وتتمثل بضمان تدفق النفط منها وسلامة إسرائيل وأمنها، غير أن الأسلوب وطريقة التعاطي والتعامل مع بعض القضايا قد تختلف من إدارة إلى أخرىط. سالم ثم تحدث الدكتور سالم الذي رأى "أن المرشحين يتشابهان في مواقفهما المتعلقة بالأزمة السورية وعملية السلام"، مشيرا إلى أنهما "يؤيدان دعما مبدئيا للمعارضة مقرونا بدراسة متروية لأي دعم ميداني، ويتشاركان الحذر من عدم وحدة المعارضة السورية ووجود أطراف متطرفة، إضافة إلى قناعتهما بعدم إمكان تحقيق خرق في عملية السلام بين الإسرائيليين وخصوصا بعدما قطع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الطريق على احتمالات التفاوض بتشكيله تحالفا يمينيا متشددا لخوض الإنتخابات المبكرة في إسرائيل". واعتبر سالم "أن أوباما سينتهج السياسة الخارجية ذاتها التي اعتمدها في الولاية الأولى، وتوجهه واضح في هذا المضمار، لافتا إلى أن هذا التوجه يعتمد على التنسيق مع الحلفاء وسائر الدول الكبرى على المستوى الدولي بدل أحادية القرار وفرض وجهة النظر الاميركية كما كان الأمر عليه أيام الرئيس السابق جورج دبليو بوش، كما أنه يعتمد على الإبتعاد عن استعمال القوة وعدم رسم سياسات توسعية". وأشار إلى "أن أوباما يطمح للخروج بتسوية ما مع إيران، وسيكون احتمال التفاوض الجدي مع إيران مرجحا في حال فوزه، وخصوصا أن لديه نية في بناء علاقة قوية مع روسيا والصين ما قد ينعكس إيجابا على الحل في سوريا ومع إيران". وأبدى سالم "تخوفه من وصول رومني إلى الرئاسة لأن فريق عمله قد يكون تصعيديا ومتهورا، ما يعني أن الرئيس في هكذا حالة سيكون مستعدا للمواجهة مع إيران ولزيادة الخلافات مع روسيا والصين، وخصوصا في ظل حديثه عن زيادة الإنفاق العسكري تريليوني دولار رغم أن الوضع الإقتصادي الأميركي لن يسمح بزيادة كهذه في السنوات الأربع المقبلة". وقال: "ليس معروفا كفاية ماذا ستكون مواقف رومني الفعلية في السياسة الخارجية، لأن تصريحاته في خلال الحملة الإنتخابية تغيرت في شتى المواضيع بين أسبوع وآخر"، مشيرا في الوقت عينه إلى أن "الحزب الجمهوري بات أكثر يمينية من أيام الرئيس السابق جورج بوش الأب، والى أنه لم يعد فيه محافظون براغماتيون بل مجموعة متشددين من "حزب الشاي" والمحافظين الجدد والمسيحيين الصهيونيين، ويعد رومني العاقل بينهم". وعن مسار الإنتخابات، أوضح سالم "أن الإستطلاعات لكل من المرشحين باتت متقاربة، وأن الحسم محصور في بعض الولايات"، متوقعا أن "يحافظ الجمهوريون على الاكثرية في مجلس الشيوخ فيما قد تؤول الأكثرية في مجلس النواب إلى الديموقراطيين". ولفت إلى أنه "ليس واضحا بعد كيف سيؤثر إعصار ساندي الذي ضرب الولايات الشرقية على نتائج الإنتخابات". حرب من جهته، رأى الإعلامي موفق حرب أنه لا يوجد اختلاف كبير بين أوباما ورومني في ملفات الشرق الأوسط . ففي الملف السوري هناك تمايزات فقط في التكتيك الذي يجب اتباعه، أما الملف النووي الإيراني فسيشكل الأزمة الأولى التي ستواجه الرئيس المقبل، وفي هذا الإطار يبدو رومني أقل استعدادا من أوباما لممارسة ضغوط على إسرائيل لمنعها من تنفيذ ضربة عسكرية، لكن ذلك لا يعني في المقابل أنه سيسارع إلى اتخاذ قرار بضرب إيران. ورأى أن هناك معادلة لا يشذ عنها أي رئيس أميركي في مقاربة الملف النووي الإيراني تقوم على التوازي المتصاعد بين مساري تخصيب الأورانيوم نحو الوصول إلى القنبلة من جهة، وبين مسار الرد الأميركي من العقوبات وصولا إلى الخيارات العسكرية"، مشيرا إلى أن "الإنهيار المؤقت لسعر العملة الإيرانية قبل أسابيع ساعد أوباما على إعطاء دفع لمنطق العقوبات في التعاطي مع طهران". وقال: "ان الإرهاب ومحاربته يبقيان تحديا رئيسيا للسياسة الخارجية الأميركية في الشرق الأوسط، في الوقت الذي ستغيب فيه عملية السلام عن اهتمامات الإدارة المقبلة". ولاحظ "أن الولايات المتحدة اتبعت في عهد أوباما سياسة خارجية قائمة على مفهوم "القيادة" وليس "السيطرة"، وهذا ما جعل بعض الأوساط العربية والإسلامية تفسر سلوكها على أنه تراجع وانكفاء"، معتبرا أن "ما حصل لسياستها في الشرق الأوسط هو مجرد تعثر فحسب". وقال حرب: "إن السياسة الخارجية الأميركية قد لا تكون مؤثرة على الناخب الأميركي لكن اختيار الناخب للرئيس المقبل له تأثير كبير على السياسة الخارجية"، مضيفا "أن المواطن الأميركي في الإنتخابات يختار حزبا ليصوت له وليس مرشحا". ولفت إلى أن "في الملفات الداخلية هناك اختلاف فلسفي وسياسي دائم بين الحزبين الجمهوري والديموقراطي، وهذا مؤثر في العملية الإنتخابية لأن المواطن الأميركي يفضل الوضوح في الرؤية السياسية". وأشار إلى أن في الملف الخارجي ونتيجة للمناظرات برز أوباما على أنه المتقدم على منافسه، معتبرا أن الرأي العام الأميركي لا شهية لديه لخوض حرب في الشرق الأوسط. ودعا إلى تركيز الإهتمام على وضع الكونغرس الأميركي بعد الإنتخابات الرئاسية، لأن ذلك يسمح باستشراف كيفية عمل الإدارة الأميركية وما إذا سيكون الكونغرس متناغما مع الرئيس أم أن الصراعات الحزبية ستؤدي إلى عرقلة عمل الإدارة. ورأى أن الحزب الجمهوري ظهر عليه أنه يتجه إلى التطرف أكثر فأكثر لكن ذلك عائد إلى الإنتخابات التمهيدية لاختيار مرشح للرئاسة في داخل الحزب الجمهوري، وهذا ما دفع برومني إلى الإستعانة بفريق من المحافظين الجدد لكنه عاد واستبدلهم بعد اختيار الجمهوريين له مرشحا لخوض الإنتخابات الرئاسية. وتوقع حرب ألا تحسم نتيجة الإنتخابات الرئاسية قبل أسبوع من حصولها وإمكانية تكرار سيناريو تأخر إعلان النتائج بين جورج دبليو بوش وآل غور في العام 2000. واعتبر حرب أن النظام السياسي الأميركي بات أكثر فأكثر، وخصوصا بعد عهدي بوش، أقل رئاسية وأكثر برلمانية، بعدما بات الإصطفاف الحزبي والسياسي كبيرا جدا في المؤسسات السياسية. ولفت إلى تحولات اجتماعية كبيرة وخاصة الديموغرافية منها إضافة إلى اختلافات بين الولايات الشمالية الشرقية والغربية الجنوبية، ما أدى إلى تغيرات على البرامج المطروحة في الديموقراطية الأميركية الشعبوية".