الحلول الجذرية وأسس التصحيح والمصالحة تبدأ بكلمة وتنتهي بحوار. وها هو حوارنا المنشود يجهض قبل ولادته: تأجيل، انسحاب، عدم مشاركة، تعطيل، الخ. المشهد السياسي اللبناني لا يزال ممزقاً، حبذا لو ان نائب رئيس مجلس الوزراء السابق عصام فارس كان مشاركاً في هذا الحوار، باعتباره من الرجالات القلائل في لبنان المقبولين من الجميع. يده المعطاء غير مغمسة بالدماء وهو بعيد عن الحساسيات، لذلك فهو قادر على لم الصفوف، فالرجل من دعاة المصالحة الوطنية الشاملة ونبذ العنف. مواقفه السابقة والحالية جعلته دائما موضع ثقة وتقدير، ولا سيما انه ناشط فعال في سبيل القضية اللبنانية من المحافل الاقليمية. هناك هدف مزدوج من مشاركة فارس في طاولة الحوار، يتمثل بالمساهمة في ازالة التوترات في منطقته (عكار الحبيبة) والشمال عموما، في قلبه غصة مؤلمة ان يصبح الشمال الذي بذل الكثير من اجل استقراره وازدهاره، مسرحا للفوضى والفلتان، ويتحول ساحة دموية لتصفية الحسابات. نحن نتفهم الظروف التي دفعت الى الغياب، ولكن ظروفنا الموجعة تدفعنا لكتابة هذه الكلمات، لاننا نؤمن دائما بخطوات هذا الرجل وافكاره (ولو من الخارج) لايجاد الحلول للعبور بالبلاد الى بر الامان وتحصينها ضد الاخطار الخارجية. عصام فارس وجه وطني له في كل محطة موقف وفي كل تحرك بصمة!