معهد عصام فارس للسياسات العامة والشؤون الدولية في الجامعة الاميركية
PrintEmail This Page
كلمة دولة الرئيس عصام فارس خلال تدشين المبنى الجديد لمعهد عصام فارس للسياسات العامة والشؤون الدولية
29 أيار 2014

حضرة رئيس مجلس أمناء الجامعة الأميركية الدكتور فيليب خوري المحترم،
حضرة رئيس الجامعة الدكتور بيتر دورمان المحترم،
حضرة مدير المعهد الاستاذ رامي خوري المحترم،
حضرات الضيوف الكرام،


بالنيابة عني وعن عائلة فارس بأفرادها جميعاً، أبعث إليكم باطيب التمنيات والتحيات في هذه المناسبة السارّة، مناسبة افتتاح المقر الدائم لمعهد عصام فارس للسياسات العامة والشؤون الدولية في الجامعة الأميركية في بيروت.

يؤسفني أن ليس في وسعي أن أكون حاضراً معكم شخصياً للاحتفال بهذه المناسبة. إلا أنه يسرّني أنّ ابني مايكل، وهو من أمناء الجامعة الأميركية في بيروت منذ عقدين من الزمن، سيكون حاضرا بينكم، يمثلني ويمثل العائلة. وهو على غرار والده، معجبٌ كبيرٌ بالجامعة ومساهماتها طيلة قرن ونصف قرن في لبنان ومنطقتنا والعالم.

سيداتي سادتي،

أولاً، لا بدّ لي من أن أُعرب عن عميق امتناني لجميع الذين، من خلال عملهم الدؤوب طيلة العقد الماضي، حقّقوا الكثير من الإنجازات.

لقد أنشأتم معهداً ديناميكيا جديداً، وطوّرتم مؤسسةً عريقة في الجامعة الأميركية في بيروت، وشيّدتم الآن هذه الهيكلية الجميلة التي صمّمتها صديقتي العزيزة المهندسة ذات الصيت العالمي وذات السحر اللامتناهي، السيدة زها حديد التي لا مثيل لها.

لقد ترجمتم إلى الواقع فكرةً أساسية وطموحاً كانا يدوران في ذهني لعقد من الزمن خلا.

يتعاطى المعهد قضيتين أساسيتين، كلتاهما حيويتان لجهودنا الرامية إلى بناء دولة قابلة للحياة وديموقراطية مستقلة في منطقتنا.

هاتان القضيتان هما السياسات العامة والشؤون الدولية، ويجدر بكلتيهما خدمة المصلحة العامة، وتقوية الدولة، وتطوير مواطنين فاعلين، وتعزيز حقوق الإنسان.

إنّ التشديد على السياسات العامة يقضي بأن يعلو بنا فوق المصالح الضيقة للأفراد والأحزاب.

لقد حققنا في لبنان نجاحاً في القطاع الخاص، إلا أننا لم نحقّق النجاح المرجوّ في القطاع العام. في الواقع، قد يقول البعض إنّ السياسات العامة قد أعاقت دينامية القطاع الخاص وإمكاناته. ونتيجة ذلك، أضعفنا الدولة وحرمنا شعبها من تحقيق الأمن والتمتّع بالفوائد المتأتية من المؤسسات العامة القوية.

أما التشديد على الشؤون الدولية في تأدية المعهد رسالته، فهو بالقدر نفسه من الأهمية. في اللحظة التي نحن فيها في أمسّ الحاجة، سمحنا للقوى الإقليمية والدولية باستغلالنا، للاستفادة من ضعفنا، وتحقيق أجندتها على حسابنا.

لقد فشلنا في استخدام النظام الدولي لتعزيز مصالحنا، ونادراً ما قاربنا الشؤون الدولية بموقف موحّد. لم نفهم سياسات القوى الأجنبية قطّ، وخدعنا أنفسنا بالتفكير إنّ في إمكانها إنقاذنا من أخطائنا ومن نزاعاتنا الداخلية. لو طوّرنا روحاً عامّة ودولةً قوية، وأبدينا شغفاً بالصالح العام، لكنا استخدمنا النظام الدولي استخداماً أكثر فاعلية لصالحنا.

قلّماً يقوم العالم العربي بمبادرة، وغالباً ما يقوم برد فعل على الأحداث الدولية، ويلقي باللائمة على الغير للمشاكل التي يتخبّط فيها.

لا بدّ لنا من أن نسعى جاهدين الى تطوير مؤسسات ذات صدقية وفاعلية من شأنها خلق الأفكار وإنتاج المعرفة، والمساهمة في نقاشات حول السياسات العالمية ترمي إلى تعزيز السلام والرخاء.

هذا ما نسعى إليه في جامعاتنا المرموقة ومعاهد بحوثنا، لاسيما بصورة خاصة في معهد عصام فارس للسياسات العامة والشؤون الدولية.

أيها الأصدقاء،

إنّ التحدي الذي أرفعه إليكم هو إجراء الدراسات والبحوث، وإنتاج خيارات سليمة للسياسات العامة، مصّممة في منطقتنا ومن أجلها.

إنّ التحدي الذي ارفعه إليكم هو الإرتقاء بمعهد عصام فارس إلى هذا المستوى من التميّز والتأثير العالمي الذي من شأنه ترجمة هذه الأحلام إلى واقع.

أعلم أنّ في استطاعتكم إنجاز ذلك، خاصة وأن الجامعة الأميركية في بيروت حقّقته بنجاح شامل في مجالات أخرى خلال السنين المئة والخمسين الماضية.

كلمة أخيرة أوجهها إلى فريق العمل الحالي والسابق والمستقبلي في معهد عصام فارس للسياسات العامة والشؤون الدولية:

أشكر كلاً منكم لبناء مؤسسةٍ تنبض وتزخر بالحياة. أعلم أنكم ستستمرّون في تنمية وريادة انشطة جديدة، فيما تثابرون على تحديد المسار وتوصيفه لبلوغ سياسات عامة أفضل وعلاقات دولية أكثر سلامة.

أُعرب عن شكري للجامعة الأميركية في بيروت وضيوفنا وشركائنا الحاضرين معنا هذه الليلة لمشاركتنا في تحقيق حلمنا ونتائج عزمنا.

لكم مني أحرّ التهاني وأطيب التمنيات.