أخبار ونشاطات مختلفة
PrintEmail This Page
عصام فارس إلى نيابة الرئاسة "الحق بيرجع لأصحابو"
28 أيار 2018


لا يمكن القول ان هذا المركز في الدولة او ذاك ليس مهما، لان الرجال هي من تصنع المراكز وليس المراكز من تصنع الرجال. فخامة الرئيس، دولة الرئيس، سعادة النائب، معالي الوزير، كلها ألقاب يرددها الشعب اللبناني وقسم كبير لا يعرف معناها، لكنها ترافق كل من يتولى هذه المراكز حتى لو كان حضوره رمز ولا يملأ مركزه.

ومع كل استحقاق تأليف حكومة جديدة تتراكم مجموعة عقد، ويبحث رئيس الحكومة المكلف ورئيس الجمهورية وبعض سعاة الخير عن جوائز ترضية لارضاء القوى المعترضة، او عن هدايا لتقديمها لمن وقف الى جانبهم في معاركهم ضاربين بعرض الحائط المركز واهميته ودوره في الحياة السياسية اللبنانية. ومن اهم المراكز التي تذهب كجوائز ترضية أو يستخف بها مؤخرا هي مركز نائب رئيس مجلس الوزراء الذي كان له قيمته في العقود السابقة وعاش عصره الذهبي مؤخرا مع نائب رئيس مجلس الوزراء السابق عصام فارس.

عندما كنت تذكر الشخصيات الارثوذكسية التي كانت تتولى تلك المناصب وترافق العهود كان وقع اسمائها كبير على الساحة، فمثلا في عهد بشارة الخوري كان هناك رجل الاستقلال حبيب ابو شهلا، اما في عهد الرئيس كميل شمعون فكان الى جانبه ارثوذكسيا المفكر شارل مالك الذي كتب شرعة حقوق الانسان وتولى وزارة الخارجية في اصعب مرحلة من تاريخ لبنان والمنطقة والعالم. وفي عهود فؤاد شهاب وشارل الحلو والياس سركيس كان وزير الخارجية فؤاد بطرس ركيزة العهد الارثوذكسية، ولعب دورا كبيرا هاما في سياسة لبنان والمنطقة.

وكان للرئيس سليمان فرنجية الوزير الياس سابا ليتكل عليه ارثوذكسيا وهو ابن الكورة ووزير المال.

وبرز في عهد الرئيس امين الجميل كل من ايلي سالم وغسان تويني، والجميع يعلم ما هو الدور الذي لعبه التويني في الحياة الوطنية.
وسطع نجم النائب ميشال المر في عهد الرئيس الياس الهراوي كنائب لرئيس الوزراء، من ثم اتى عصام فارس في عهد الرئيس اميل لحود، قبل ان يغادر لبنان عند اغتيال الرئيس رفيق الحريري في عام ٢٠٠٥ ومنذ ذلك الوقت فان مركز نائب رئيس مجلس الوزراء لا يعرف استقرارا.

١٣ سنة، اي منذ مغادرة عصام فارس لبنان، ورحلة البحث عن بديل في نيابة رئاسة مجلس الوزراء لم تتوقف، فيما الاصيل موجود ولم يغادر الوجدان اللبناني، ١٣ سنة ولم يشعر الارثوذكس بمن يملأ ذاك الفراغ الذي تركه فارس، ١٣ سنة ولم يتغير شيء بالنسبة لذاك المركز فيما صرخات الارثوذكس تتعالى منتقدة التهميش الذي يطالهم ويجعل مراكزهم جوائز ترضية. وما يميز فارس انه جمع بين الاهتمام ببيئته وعلاقاته الدولية.

فعكار التي مثلها فارس في الندوة البرلمانية ما تزال تطالب به وبعودته الى لعب دوره، علما انه لم يتخل يوما عن دوره الانمائي، كما ان المسلمين قبل المسيحيين يطالبون بعودته نظرا الى الدور الذي اداه في منطقته والذي ساهم في تنميتها.

ونشاطاته ومشاريعه في جامعة البلمند التي تعتبر من اهم الصروح التعليمية في الشرق تدل على هوية فارس الذي شجع العلم والانماء ولم يستعمل الناس لتشكيل عصابات او ازلام لديه.

ويعتبر اسم فارس في تلك المرحلة موازيا لاسم رفيق الحريري من حيث العلاقات الدولية، اذ كان الرجل الثاني في الحكم انذاك بعد الحريري ممن يتمتع بعلاقات دولية، فكان يزور بلدان العالم ويستقبله رؤساء الدول وملوكها ويستمعون الى المطالب اللبنانية.

كل تلك الامنيازات استعملها فارس لخدمة وطنه، وساهمت في رفع قيمة وحضور مركز نائب رئيس مجلس الوزراء مطبقا مقولة "الرجال تصنع المناصب وليس المناصب تصنع الرجال". وما يلفت الانتباه ان فارس وطوال مسيرته لم يحصل على حقيبة سيادية او حقيبة خدماتية، بل اكتفى بتبوء منصب نائب رئيس مجلس الوزراء، وهذا الامر جعله على كل لسان ضاربا بعرض الحائط ان هذا المنصب شرفي وليس لديه صلاحيات، ومن يتولاه يتولاه من اجل الوجاهة ولينال لقب "دولة الرئيس" لعب فارس انذاك دورا كبيرا في اللجان وثبت نفسه رئيسا للجان، وقام بدور كبير في تلك الفترة، والجميع يتذكر كيف كان يأتي الى جلسة مجلس الوزراء حاملا "شنطة" كبيرة فيها عدد لا يستهان به من الملفات الدسمة التي لا يطرحها حتى اهم الوزراء.

يؤكد معظم الارثوذكس ان العمل الذي اداه فارس في المرحلة الماضية يعول عليه من اجل انقاذ الطائفة اولا من الغرق في اليأس ومن ثم لاعادة مركز نائب رئيس الحكومة الى سكته الصحيحة، وهذا الامر تقع مسؤوليته بالدرجة الاولى على فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والتيار الوطني الحر لاعادة الحق لاصحابه.

ويلفت هؤلاء الى ان ١٣ سنة من التجارب كافية من اجل ادراك ان لا بديل عن فارس في هذه المرحلة، فقد تم القيام بكل التجارب وكلها فشلت، واللحظة السياسية تحتاج اليوم الى رجال يتمتعون بالخبرة والمصداقية ولهم تجارب ناجحة في عملهم السابق، ويتمتعون بعلاقات دولية لمعرفة ماذا يدور في اروقة السياسة العالمية، وكل تلك الامور قادر عصام فارس على تنفيذها خدمة لوطنه. وفي الحقيقة فان فارس شكل شخصية ارثوذكسية من المستحيل ان تجد مثيلا لها في هذه الفترة، ومن يريد معالجة الجرح الارثوذكسي عليه التطلع الى ما يريده الارثوذكس في مناصبهم ومن جعل منها قيمة مضافة وليست عبئا او جائزة ترضية.

سيرته المهنية والسياسية

تخرج عصام فارس من كلية طرابلس ومنح الدكتوراه الفخرية في الاقتصاد من جامعات اميركية وعالمية عدة وأبرزها جامعة نافتس في بوسطن. عام ١٩٧٥ عمل في «شركة بيلا» في لبنان، وامتلك شركة مقاولات كبرى، وترأس مجموعة شركات تجارية وصناعية وخدماتية تحت اسم "مجموعة ويدج". انشأ «مؤسسة فارس» التي ترعى عددًا من النشاطات التربوية والاجتماعية في لبنان.

انتخب عام ١٩٩٦ نائبًا عن المقعد الارثوذكسي في عكار، وإعيد انتخابه عام ٢٠٠٠ ولم يترشح في انتخابات ٢٠٠٥. عين نائبًا لرئيس مجلس الوزراء بثلاثه حكومات متتالية في عهد لحود من عام ٢٠٠٠ الى عام ٢٠٠٥ حصل على العديد من الأوسمة من لبنان ومن عدد من دول العالم.

لديه عدد من المشاركات بالندوات، حيث القى محاضرات تهتم بالأمور السياسية والاقتصادية.