فؤاد دعبول

فرح البطريرك هزيم !

ثناؤه نادر وقوله محقّ.
إنه البطريرك اغناطيوس الرابع هزيم.
... وإمام أحبار الكنيسة الأرثوذكسية، هو المرجع، والرائد، في عالم الحكمة والحنكة والخبرة.
فكيف اذا ورد ذلك، في كتاب تهنئة الى نائب رئيس الحكومة السابق عصام فارس.
الناس في بلادي يتهافتون على الألقاب.
يطلبونها بإلحاح وهي تنأى عنهم.
يسعون اليها، ولا يدركونها.
في رسالته الى عصام فارس، يقول غبطة البطريرك، لإبنه الروحي، إنه سعيد به سعادة كبيرة.
... وإن تكريمه الى جانب رئيسين سابقين، لأكبر دولة في العالم، التفاتة غالية، من مؤسسة رائدة في العالم.

وتكريم عصام فارس مع جورج بوش الأب، وبيل كلينتون، دليل على الموقع الثابت والكبير الذي يحتله، الى جانب رئيسين أميركيين سابقين.
(هذا تفرد نفخر به).
عبارة وردت في كتاب البطريرك، الى عصام فارس.
ذلك أن مبادراته الانسانية والانمائية في لبنان والخارج، جعلت من (أبي ميشال) مرجعاً عالمياً مميزاً. 


البرقيات تنهال على العصامي الكبير.
والتهاني تطوّق جيده بقلادة من ذهب.
في 28 من الشهر الجاري، يقف عصام فارس الى جانب الرئيسين جورج بوش الأب، وبيل كلينتون، ليحصد بعض ثمار ما زرعه من مناقب، في عالم جفَّت فيه المناقب.
بطريرك الأرثوذكس وجد القيم الأرثوذكسية كلها، تتجسد في رائد من رواد العطاء والخير، من أبناء طائفته.
ولذلك، فقد انبرى لتوجيه التحية اليه.
يدرك البطريرك هزيم، أن عصام فارس ابن طائفته.
لكن عطاءاته ذهبت الى كل طائفة.

وحسبه فخراً ومجداً، أن يده ممدودة الى عمل الخير في كل موقع، وفي كل طائفة.
لم يدعم جامعة أو معهداً محسوباً على فريق معين.
ولم يعبِّد طريقاً ويفتح آفاقاً للانماء والاعمار، الا اذا كان العيش المشترك، يمر عليها، وتعبر فوقها ارادة التلاحم الوطني.
في كل الصروح العلمية، له صرح يحمل إسمه.
وفي كل ميادين العطاء، تقوم له وبإسمه أيضاً، مدينة أو قرية تزدهي بالعمران.
هل ينبت التكريم فجأة?
لا، إنه حصيلة جهد لا ينقطع.
ونتيجة عطاء لا يتوقف.
كان سعيد عقل يردد، أطال الله في عمره، أن فرح العطاء لا يعادله فرح.
وهذا الشعور هو الذي يعيشه عصام فارس،
ذلك، أنه يؤمن بأن الله أعطاه ليعطي.

وان الفرح الذي يساوره، بعد كل عطاء، هو أكبر مما فعله ويفعله للانسان.
وأهمية ثناء البطريرك هزيم، لإبنه الروحي، أنه وسام يرصّع النفوس، ويزيِّن الصدور.
والرجال، الرجال، تعيش بالعطاء.
أما صغار النفوس، فتعيش على الصَلَف والعجرفة.
وحدهم الكبار، يرفلون بالتواضع.
وبهم شموخ البذل والفرح، يرافقهم على طريق الخير.

كان فيكتور هيغو، يقول بلسان بطل روايته (البؤساء)، جان فالجان، إن نهر العطاء لا يجفّ.
وإن (كوزيت) نجمة (بؤسائه)، كانت خير ممثلة للدور الانساني الذي عاشته ببراءة.
وشاعر فرنسا الكبير، كان يقول دائماً، إن الظلم لا يقهره الا عمل الخير.
... وإن الانسانية لا تعيش الا بالعطاء وبقهر الظلم الاجتماعي بالخير الانساني.