دولة الرئيس عصام فارس المحترم،
لم يكن هناك أروع وأبلغ من اللوحة التي جمعت بينك وبين رئيسي جمهورية سابقين لأعظم دولة في العالم، جورج بوش الأب، وبي كلينتون، تكرّمون سوية في نيويورك من قبل مؤسسة كرايزيس غروب العالمية تقديراً لمآثركم الإنسانية والاجتماعية والثقافية والإنمائية
نعرف يا دول الرئيس أنك تجد في هذه اللفتة الكريمة ما يجعلك تطمئن إلى أنّ الخطى التي مشيتها طوال حياتك حتى اليوم لم تترك إلا آثاراً طيبة وعطرة، كانت موضوع تقدير وإعجاب، ليس فقط في وطنك لبنان، بل في أرجاء عديدة من العالم.
أما الأهم من ذلك فهو ما ولدته مبادرة تكريمك، في نفوس اللبنانيين، من شعور بالكبر والاعتزاز، عندما شاهدوا، من على شاشات التلفزة، واحداً منهم يكرّم مع رئيسين عظيمين من هذا العالم، كانت بين ايديهما كل إمكانات أقوى دولة، وأنت لم يكن بين يديك إلا إمكانات شخصية ذاتية جميتها بعرق الجبين.
إننا في لبنان فخورون بك، يا دولة الرئيس، ومن تحصيل الحاصل، أن نقول، أننا في عكار، لم تعد الدنيا لتتسع لشعورنا بالفخر والفرح.. جعلت لبنان في مصاف العمالقة، أنت العصامي الآتي من بلدة بينو في عكار، تتعادل مع رئيسين حكما العالم لسنوات.
قيمتك في عمق عطاءاتك، في الفسحة اللامحدودة التي تعمل في نطاقها لأنّ هدفك الإنسان أياً كان وأينما كان.
كثيرون يخضعون لسطوة المال ويرتهنون له، أنت سخرت المال لتحقيق مراميك السامية في المساعدة الإنسانية وإنماء القطاعات الاجتماعية.
إنك مثال وقدوة لكل الذين عملوا ويملون في الحقل العام، ومن القلائل الذين ضحوا بقسم كبير من ثروتهم الشخصية لعمل الخير ولم يقبلوا قط بتسخير مال الدولة لمصالحهم الذاتية.
أنت من القلائل في الالم الذين يكرّمون في حياتهم، لأنّ أعمالك الخيّرة فاضت في كل الاتجاهات والأرجاء، مما لم يعد السكوت عنها ممكناً، ولا تأجيل التنويه بها مسموحاً، فكانت هذه الطلة البهية، ليل أمس، لك ومعك لبنان، من على منبر المدينة الأممية العظيمة نيويورك.
هنيئاً لك بهذه الإشادة العظيمة بمآثرك الإنسانية، هنيئاً للبنان بك يا عصام لأنك كنت الإبن البار الذي أعاد الوزنات لا سبع مرات فحسب، بل أضعاف أضعاف ما أؤتمن عليه".