27 تشرين الأول 2009

استضافت محطة MTV التلفزيونية المهندس سجيع عطيه مدير أعمال نائب رئيس مجلس الوزراء السابق عصام فارس ضمن برنامج بثته على مدى ساعة للوقوف على أهمية تكريم فارس في الثامن والعشرين من هذا الشهر إلى جانب الرئيسين الأميركيين السابقين جورج بوش الأب وبيل كلينتون، وعلى الدور الذي لعبه فارس في حلّ النزاعات الدولية، كما استعرضت أسباب غيابه عن الساحة اللبنانية.

وخلال الحديث التلفزيوني، اعتبر المهندس عطيه أنّ للتكريم أبعاداً عديدة، منها شخصية نظراً لدور دولة الرئيس فارس على الصعيدين المحلي والدولي، ووطنية فهو تكريم للبنان وصورة لبنان عبر مؤسساته ومراكزه وإنتاج عمله، وتتويجاً لنشاطات عصام فارس المحلية والدولية في مختلف الميادين. وأشار إلى أنّ مؤسسة كرايزيس غروب هي من أهم المؤسسات الدولية التي تُعنى بحلّ النزاعات والمعضلات الدولية وتضمّ الكثير من الشخصيات الدولي التي عملت من أجل تحقيق السلام

ورأى عطيه أنّ انتقاء شخصية مثل دولة الرئيس عصام فارس هو انتقاء لهذه الشخصية العالمية، فلعصام فارس الكثير من المؤسسات الدولية الناشطة والفعالة والمنتجة، لاسيما في مجال حلّ النزاعات في كل بقاع الأرض. وفي هذا الإطار، أتى على ذكر سلسلة محاضرات عصام فارس في جامعة تافتس التي تستضيف منذ سنوات عدة أكبر رؤساء العالم والتي أصبحت مركزاً دائماً وثابتاً.

ولفت عطيه إلى أنّ شخصية دولة الرئيس هي جامعة وتستقطب، وأن يبرز شخص مثل عصام فارس بهذا المستوى العالمي من ضيعة في اقاصي الشمال ليبرز بمؤسساته ونشاطاته ويستقطب هؤلاء الرؤساء، فهذا يمثل أهميةً بالغة للبنان. وأضاف أنّ انتقاء عصام فارس لهذا التكريم العظيم استند إلى معايير ومقاييس عالمية هي أنه أكثر شخصية عالمية حائزة على أوسمة دولية وشهادات دكتوراه، مذكّراً أنه كان قد اختير كالشخصية من بين 1000 زعيم في العالم الأكثر ثأثيراً على العلااقات الدولية في العالم.

وذكر عطيه أنّ فارس يملك أهم مركز للبحوث في العالم هو في مايو كلينيك الذي يُعنى بحلّ مشاكل البحوث العلمية المتصلة بالأمراض السرطانية وأمراض القلب، وهو أهم مركز موجود اليوم في أريزونا وبوسطن يعالج مشاكل على مستوى العالم. واعتبر أنه عندما انتقت كرايزيس غروب عصام فارس، انتقته استناداً لسجل حافل بالإنجازات والشهادات والمؤسسات الدولية التي ميزت هذه الشخصية العالمية التي أنتجت الكثير.

وتابع "جمع عصام فارس الأقطاب بتقدير الأوسمة له، اي أنّ الأميركيين ميّزوه ومنحوه أكبر الأوسمة، كما أنّ الاتحاد الأوروبي والجامعة العربية واليونسكو وروسيا منحوه الأوسمة، ونال شهادة دكتوراه من الأكاديمية الروسية، وبالتالي جمع الأقطاب والمتناقضات في العالم بحنكته وأسلوبه المعتمد في التنمية البشرية". وأعرب عن اعتقاده بأنّ عصام فارس هو فعلاً رسول لبنان الدائم في المنتديات الدولية، فهو يحمل همّ الوطن ويحمل مشاكل لبنان والشرق الأوسط وكل الشعوب المُستضعفة في العالم، وذلك من خلال علاقاته. وأشار إلى أنّ هذا التواصل مع قيادات العالم خلق عنده حب المساهمة في إحلال السلام.

وقال "فعلاً هذا تكريم للسلام وتكريم لعصام فارس وتكريم للشعب اللبناني عامة. عصام فارس شخصية تبرز هذا الوطن، وطن المحبة والسلام. إنّ شخص مثل عصام فارس هو علم لبناني في الاغتراب اللبناني. إنّ تكريم عصام فارس اليوم هو تكريم للمغترب اللبناني الذي ضحى بشبابه وهاجر وأسس".

وأعرب المهندس عطيه عن إيمانه بأنّ قوة عصام فارس لا تكمن فقط بمؤسساته، بل إنّ القوة تكمن في المؤسس. أي فارس، وبأنّ هذا التكريم هو لعدة مناسب شغلها، وفقد شغل منصب نائب رئيس مجلس الوزراء والجميع يشهد أنّ فارس تميّز بهذا الموقع. وتابع بالقول إنّ قوة عصام فارس تكمنُ أيضاً في إنسانيته، فلعصام فارس عدة أوجه: وجه الإنسان المحب الذي يتحلّى بروح الدعابة، وفي الوقت نفسه، الوجه الوطني الذي يحمل هموم لبنان في أي وطن في العالم وهو يقول "هوايتي خدمة لبنان"، وعصام فارس السياسي الناجح المعتدل الذي يشكّل اليوم ضمانةً وطنية وإنسانية ومعنوية للبنان في المنتديات العلمية، وللبنانيين في قلب لبنان، ولمنطقته.

وعدّد المهندس عطيه المؤسسات المحلية التي أنشأها فارس ومنها مركز عصام فارس من أجل لبنان الذي أصبح منتدى سياسي للتواصل لكل السياسيين اللبنانيين، ومؤسسة فارس التي وفّرت التعليم لأكثر من 35،000 طالب، كما أتى على ذكر المعاهد والقصور البلدية والمساعدات الاجتماعية والإنسانية. واعتبر أنه يمكن لمؤسسات عصام فارس أن تشكل جسراً للتواصل لأنّ دولة الرئيس على مسافة واحدة من الجميع، ففارس صديق الجميع.

وإذ اعتبر أنّ هذا التكريم هو تكريم للبنان، أكد أنّ فارس هو سفير خارجية دائم من دون تكليف، يعمل بصمت وهو سفير سلام وسفير محبة في كل المنتديات. ولفت إلى أنه منذ الطائف حتى اليوم، يطالب فارس بالحرية والديمقراطية وبالإنماء المتوازن، ولطالما كان علاقته مع الإدارة الأميركية ممتازة وترمي إلى إبراز لبنان ونشر صورة لبنان بلد السلام والحضارة. وقال في هذا الصدد "إنّ همّ عصام فارس الأساسي هو جذب الاهتمام الرسمي الأميركي لتصويب العلاقة وتصحيحها مع بين لبنان والأميركيين، مع الحفاظ على وحدة لبنان وانتمائه العربي".

وأوضح مدير أعمال عصام فارس في لبنان أنّ دولة الرئيس كان من مؤسسين مؤسسة كرايزيس غروب، إلا أنه عندما بدأ العمل السياسي في لبنان وتولّى نيابة رئاسة الحكومة، قدم استقالته لأنه لا يمكنه أن يكون له عمل سياسي معين في هذه المؤسسة.

ورداً على سؤال ما إذا كان عصام فارس مستقيلاً عن العمل السياسي، أشار عطيه إلى أنّه من الأصح القول إنه مستقيل عن العمل السياسي الانقسامي السائد في البلد، كاشفاً أنّ استشهاد بعض الشخصيات السياسية شكّل عنده صدمةً وحالةً من القلق، أضف على ذلك حالة الانقسام التي سادت في البلد والتقوقع اللذين كانا من إحدى أسباب غيابه. وعزا المهندس عطيه السبب الأساسي الكامن وراء استقالة فارس من العمل السياسي إلى انعدام حالة للعمل السياسي الجامع، فما من عمل وطني بل عمل محاور وعمل انقسامات، عمل أفرقاء، معتبراً أنّ عصام فارس لا يجد نفسه في مثل هذا الجو وأنه لا يمكنه الدخول في متاريس محلية.

وأشار إلى أنّ الإنجازات التي قام بها فارس خلال ترؤسه منصب نائب رئيس الحكومة مشهود لها، فكان يدرس الملفات بإتقان، ساعياً إلى بناء المؤسسات وتفعيلها بخبرته ومؤسساته إلا أنه اصطدم. وإذ أكد أنّ عودة دولة الرئيس إلى لبنان حتمية، رأى أنه لا بدّ من توافر مناخ عام ملائم للمشاركة في الحياة السياسية.

ورداً على سؤال حول سبب اعتكاف فارس عن الانتخابات النيابية، فأجاب بالقول إنّ السبب واضح وهو القانون الانتخابي. ولفت إلى أنه بالرغم من غيابه عن الساحة النيابية، فإنّ دولة الرئيس يؤدي واجبه الوطني من خلال مؤسساته، ويؤدي واجبه الإنساني والإنمائي سواء كان في الندوة النيابية أم لا. وكشف أنّ الكل يتمنّى على دولة الرئيس العودة إلى لبنان وممارسة الحياة السياسية. فدولة الرئيس صديق للجميع باعتداله وانفتاحه، وهو لا يتلوّن بحصص.