english
.
Français
.
عربي
الصفحة الرئيسية
.
إتصل بنا
.
خريطة الموقع
نظرة شاملة
سيرة ذاتية
محطات مهمة
برامج عصام فارس العالمية
نظرة شاملة
على الصعيد المحلي
على الصعيد الدولي
الأماكن أو الأحداث التي تحمل اسم دولة الرئيس عصام فارس
الأماكن أو الأحداث التي تحمل اسم دولة الرئيس عصام فارس
نظرة شاملة
على الصعيد الدولي
شهادات الدكتوراه الفخرية
الميداليات والأوسمة
الجوائز
الشهادات / دروع تقدير
بطة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي
على الصعيد المحلي
الميداليات والأوسمة
الكؤوس والجوائز
المؤسسات التربوية
البلديات
الجمعيات الدينية
الجمعيات الاجتماعية / المؤسسات الخيرية
منظمات المجتمع المدني
المنظمات التجارية
الأندية الرياضية
لجان وزارية أنجزت أعمالها
اللجان الوزارية التي كانت تتابع أعمالها قبل توقيفها بموجب قرار وزاري
معهد عصام فارس للسياسات العامة والشؤون الدولية في الجامعة الاميركية
مركز عصام فارس للشؤون اللبنانيّة
مؤسسة عصام فارس
تقليد فارس وسام بابوي
تصاريح
اجتماعات
مقابلات
أخبار ونشاطات مختلفة
خُطابات
جائزة أفضل موقع
عصام فارس عن زيارة البابا: أمل شرقنا المتألم ببناء السلام
عصام فارس عن زيارة البابا: أمل شرقنا المتألم ببناء السلام
مقالات
سلسلة محاضرات جامعة تافتس
تكريم دولة الرئيس عصام فارس في نيويورك
عصام فارس يمثل لبنان في الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها التاسعة والخمسين
رحلات رسمية
نشاطات
قداسة الحبر الأعظم يكرّم فارس
معهد الشرق الأوسط يكرّم فارس
روسيا تكرّم عصام فارس في كتاب
خُلاصة إصدارات عصام فارس
الجزء الأول
الجزء الثاني
الجزء الثالث
الجزء الرابع
الجزء الخامس
إصدارات جامعة تافتس
كتاب "عصام فارس: مواقف ومنجزات"
لمحة شاملة
معهد عصام فارس الجامعي للتكنولوجيا
معهد عصام فارس للسياسات العامة والشؤون الدولية
مركز عصام فارس للشؤون اللبنانية
مؤسسة فارس
مؤسسة ويدج العقارية ش.م.ل.(لبنان
مركز عصام فارس للدراسات الشرق أوسطية في جامعة تافتس
سلسلة محاضرات عصام فارس
أخبار دولية
سلسلة محاضرات جامعة تافتس
ملاحظات رئيس الوزراء البريطاني السابق السيد طوني بلير
مادلين أولبرايت : السلام الموعود
هيلاري رودهام كلينتون: تحديات السياسة الخارجية الأميركية في الحوض الشرقي للمتوسط بعد هذه الانتخابات الرئاسية
جورج بوش: رؤية جديدة للشرق الأوسط
بيل كلنتون: مستقبلنا المشترك
كولن باول: إدارة الأزمات والتغيير: الشرق الأوسط
جورج ميتشل: مبادىء السلام: إيرلندا الشمالية والشرق الأوسط
مارغريت تاتشر: أوروبا والشرق الأوسط- مستقبل الديمقراطية
جايمس بايكر: المصالح الأميركية في الخليج الفارسي والشرق الأوسط
فاليري جيسكار ديستان: مساهمة الاتحاد الأوروبي في مسيرة السلام والتنمية في الشرق الأوسط
جورج بوش: مراجعة لحرب الخليج وتأثيرها
غبطة البطريرك اغناطيوس الرابع هزيم يكرّم فارس
تكريم دولة الرئيس عصام فارس في نيويورك
مجلة الدبور الأسبوعية: فارس من لبنان.. في زمن الصيصان!
الحركة الثقافية" تهنئ نائب رئيس الحكومة السابق بتكريمه
رئيس جامعة البلمند الدكتور إيلي سالم يوجه كتاب تهنئة إلى دولة الرئيس
مجلة الأديب: اللقاء الوطني العكاري يهنّئ فارس بالاحتفال التكريمي الذي سيُقام له
مجلة نادين: عصام فارس "أسطورة لبنانية"
مجلة الشراع: عصام فارس: المستحيل الممكن
متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة يهنئ فارس
فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان يُبرق إلى فارس مهنئاً إياه
جريدة الأنوار: "الاحتفاء في نيويورك برجل السلام عصام فارس "
صباح نصر في النهار: "طبعا ليست المرة الاولى التي يكرم بها عصام فارس عالمياً"
صحيفة الشرق: عصام فارس «اسطورة لبنانية» استحق التكريم الى جانب رئيسين اميركيين
جهاد نافع يكتب في الديار: "عصام فارس ابن بينو العكارية... الى العالم أجمع !!"
فؤاد دعبول في "الأنوار": البرقيات تنهال على العصامي الكبير، والتهاني تطوّق جيده بقلادة من ذهب
النائب اميل رحمة يُبرق الى نائب رئيس مجلس الوزراء السابق مهنئا اياه على تكريمه
الدكتور سليم الحص يوجه كتاب تهنئة وتقدير إلى دولة الرئيس عصام فارس
دولة الرئيس عصام فارس يتقدم بالشكر من مهنئيه
غبطة البطريرك هزيم في كناب إلى فارس: "نفخر بدولة الرئيس عصام كأحد ابناء عائلتي الارثوذكسية"
النائب نضال طعمة : "فتخر بأنّ الرّجل الّذي حاز محبّتنا واحترامنا يرفع اسم لبنان عن جدارة "
فؤاد دعبول في الأنوار: "يفتقد اللبنانيون عصام فارس، في هذا الزمان الصعب"
صحيفة اللواء ترحب بنكريم عصام فارس وتعدد لإنحازاته المحلية والدولية
رئيس المجلس العام الماروني يُبرق إلى دولة الرئيس عصام فارس
مجلة الأفكار: عصام فارس على مستوى تكريم واحد مع بوش الأب وكلينتون
الرابطة السريانية: تكريم عصام فارس وسام للبنان
كتبت الأنوار: "عاش مع الكبار، عاشر الأفذاذ من رجالات العالم، فارس كريم في البذل، كريم في العطاء"
تكريم عصام فارس مع الرئيس الأميركيين السابقين جورج بوش وبيل كلينتون في تشرين الأول في نيويورك
برنامج كلام الناس يعد تقريراً خاصاً عن تكريم فارس: يأتي هذا التكريم الكبير ليتوّج محطات التكريم التي توالت في مسيرة ابن بينو
عصام فارس، من لبنان إلى العالم
كلمة تهنئة من غبطة مطران عكار باسيليوس وردت في النشرة الأسبوعية التي تصدرها أبرشية عكار الأرثوذكسية
غبطة المطران فرنسيس البيسري يتوجه إلى فارس مهنئاً إياه: "غرّدوا واملأوا العالم تغريداً"
ليبانون فايلز: تكريم عصام فارس وكلينتون وبوش الاب في نيويورك غدا
جريدة السفير: لمناسبة تكريم عصام فارس في نيويورك لجهوده من أجل سلام لبنان ، مشاريع تنموية في قرى عكار من دون استثمار انتخابي
جريدة اللواء: عصام فارس- هوايتي هي خدمة لبنان أينما وجدت
جريدة الحياة- عصام فارس يُكرِّم في اميركا اليوم
جريدة الديار: وفعلاً كلنا للوطن ولنحافظ عليه
جريدة الديار- الأنبياء لا يكرّمون في وطنهم
عشية تكريمه اليوم مع الرئيسين كلينتون وبوش الأب، عصام فارس: التكريم يتجاوز شخصي إلى لبنان
غسان سعود في الأخبار: عصام فارس: ابن عكّار ضحكته تفتح الأبواب المغلقة
جريدة الأنوار- عصام فارس: التكريم يتجاوز شخصي الى لبنان
مدير أعمال عصام فارس في لبنان المهندس سجيع عطيه في حديث إلى محطة MTV: فارس سفير خارجية دائم من دون تكليف، وانتقاؤه لهذا التكريم استند إلى مقايييس عالمية
المحافظ ناصيف قالوش متوجهاً إلى فارس: "أنت رجل في دولة ودولة في رجل"
تقديراً لدوره الوطني والعالمي ولعمل مؤسسته في التنمية الدائمة في لبنان، عصام فارس يكرّم غداً في نيويورك مع بيل كلينتون وبوش الأب
الصحافي نقولا ناصيف يهنئ فارس: "هذا تقدير لشخصية تستطيع أن تكون في حجم أمة"
الرئيس أمين الجميل يخاطب فارس: تكريمكم هو في الوقت عينه تكريم للبنان البلد الذي شاء نفسه ملتقى حضارات وثقافات
فؤاد دعبول: يوم عصام فارس في العالم
صدى البلد: هنيئاً للوسام الذي سيرتاح على صدرك يا عصام فارس
جريدة النهار- فارس: لنكن كلنا للوطن ولنحافظ عليه بعيوننا
غبطة البطريرك الماروني صفير يهنئ فارس لمناسبة تكريمه: نجاحكم لم ينسكم جذوركم
الوكالة الوطنية للاعلام- تكريم في نيويورك للنائب السابق لرئيس الحكومة وبوش الأب وكلينتون
النشرة: بيل كلينتون يعد عصام فارس بإلقاء محاضرة في جامعة البلمند في لبنان
على طريق الديار: هل دول العالم أولى بتكريم اللبنانيين من دولتهم؟
جريدة السفير: وسليمان وسياسيون يهنئونه
جريدة الأنوار: يوم لبنان في تكريم عصام فارس بنيويورك
الأنوار: رئيس الجمهورية هنأ وتمنى له الصحة لمواصلة جهوده بما يعود بالخير على لبنان0 عصام فارس في حفل تكريمه مع بوش الاب وكلينتون: يجمعنا حبنا للسلام
النهار: سليمان هنأ عصام فارس بتكريمه وضاهر اعتبر أنه جعل لبنان في مصاف العمالقة
النهار: في الحروب ما يكفي من الهمجية والتخلّف". المجموعة الدولية لمعالجة الأزمات كرّمت بوش وكلينتون وعصام فارس
جريدة الأخبار: تكريم في نيويورك لعصام فارس وبوش الأب وكلينتون
جريدة الحياة- عصام فارس: ليكن قرن السلام والأمل
السفير: بحث مع كلينتون قبيل تكريمهما أوضاع لبنان والمنطقة. فارس "لنعمل من أجل العدالة والاستقرار والسلام "
طلال سلمان: "ليس كثيراً ان يكرَّم عصام فارس في نيويورك جنباً الى جنب مع رئيسين سابقين للولايات المتحدة الأميركية"
الديار- عصام فارس مُحتفى به محاط ببوش وكلينتون في نيويورك
جريدة اللواء: المجموعة الدولية لمعالجة الازمات تكرّم عصام فارس وبوش الأب وكلينتون في نيويورك
اللواء: سليمان وضاهر والخازن والمرعبي هنأوا فارس لتكريمه في نيويورك
رئيس التشريفات في رئاسة الجمهورية اللبنانية السفير مارون حيمري يهنّئ دولة الرئيس
النائب السابق وجيه البعريني في برقية تهنئة: "إنّ هذا التكريم جاء تتويجاً طبيعياً لعطاءاتكم"
الكفاح العربي: عصام فارس في ضيافة بوش الأب
النائب السابق طلال المرعبي يتصل بدولة الرئيس فارس مهنئاً إياه
النائب السابق مخايل ضاهر في برقية تهنئة إلى فارس: "جعلت لبنان في مصاف العمالقة"
فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية يهنئ فارس على تكريمه العالمي
اللواء: احتفال تكريمي لـ فارس وبوش وكلينتون في نيويورك
عصام فارس يمثل لبنان في الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها التاسعة والخمسين
لقاء مع رئيس الوزراء العراقي اياد علاوي - 25/9/2004
الأمين العام للأمم المتحدة يُبدي تفهماً لموقف لبنان حيال تعديل الدستور
لقاء مع نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية البحريني محمد خليفة - 24/9/2004
لقاء مع الامين العام للامم المتحدة كوفي انان - 24/9/2004
فارس يتشاور هاتفياً مع الرئيس الاميركي السابق بيل كلينتون - 24/9/2004
حفل استقبال اقامه امير دولة موناكو البير دو موناكو - 24/9/2004
زيارة مقر البعثة الدائمة للبنان في الامم المتحدة واتصال اطمئناني بسفير لبنان لدى المنظمة - 24/9/2004
اجتمع مع موفد الامين العام للامم المتحدة الى الشرق الاوسط تيري رود لارسن - 23/9/2004
حديث الى محطة سي. ان. ان. - 23/9/2004
غداء عمل وزير الخارجية السورية فاروق الشرع - 23/9/2004
حفل عشاء وزير خارجية فرنسا ميشال بارنييه - 23/9/2004
فارس في مؤتمر صحافي مع الإعلاميين اللبنانيين - 23/9/2004
لقاء مع نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الكويتي الشيخ محمد صباح السالم الصباح - 23/9/2004
تصريح وزير خارجية الكويت الشيخ محمد صباح السالم الصباح الى وكالة "كونا" الكويتية - 23/9/2004
اجتماع مع الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى - 21/9/2004
اجتماع مع الرئيس البرازيلي لويس ايناسيو لولا داسيلفا - 21/9/2004
تكريم دولة الرئيس عصام فارس في نيويورك
رحلات رسمية
قطر- 22-23 تشرين الثاني/نوفمبر 2004
بيلاروسيا، 7-8 تموز/ يوليو 2004
بولونيا - 5-6 تموز/يوليو 2004
زيارة رسمية الى تونس - 22 أيار/مايو 2004
البرازيل- 18-23 شباط/فبراير 2004
زيارة رسمية الى اوكرانيا- 8 تموز/يوليو 2003
زيارة رسمية الى بلغاريا 19-20 حزيران/يونيو 2003
زيارة رسمية الى الجزائر 23 تموز/يوليو 2002
زيارة رسمية الى قبرص- 19 تموز/ يوليو 2002
زيارة رسمية الى سلوفاكيا والجمهورية التشيكية- 26 حزيران/يونيو 2002
زيارة رسمية الى اليونان - 2 تشرين الاول/ أوكتوبر 2001
زيارة رسمية الى تونس- 11 تموز/يوليو 2001
زيارة رسمية الى المغرب – 13 حزيران/ يونيو 2001
زيارة رسمية الى باريس 28 أيار/ مايو 2001
زيارة رسمية الى رومانيا 3 أيار / مايو 2001
زيارة رسمية الى أرمينيا 2 أيار / مايو 2001
زيارة رسمية الى الفاتيكان – كانون الثاني / يناير 2001
فارس يشارك في القمة العربية في تونس- 22 أيار/مايو 2004
فارس يشارك في القمة العربية في شرم الشيخ، مصر - 2 آذار / مارس 2003
نشاطات
عصام فارس يتسلّم الوسام العام الأرفع، السيدة هلا فارس تتسلّم ميدالية القديسة اليزابيت
نائب رئيس مجلس الوزراء السيد عصام فارس والسيدة هلا فارس يستضيفان غبطة البطريرك هزيم الرابع في باريس- 2 ايلول/سبتمبر 2008
فارس يجتمع بالرئيس الاميركي الأسبق بيل كلينتون في باريس - 18 تموز/ يوليو 2005
فارس يستضيف الرئيس الاميركي الأسبق جورج بوش - 19 نيسان/ ابريل 2005
عصام فارس وزوجته السيدة هلا فارس يشاركان في مراسم دفن أمير موناكو رينييه الثالث - 14 نيسان / ابريل 2005
فارس يشارك في مراسم دفن قداسة الحبر الاعظم يوحنا بولس الثاني - 8 نيسان / ابريل 2005
محاضرة في مركز الدراسات اللبنانية في أكسفورد، لندن - تشرين الاول / أوكتوبر 2004
جائزة الاستحقاق للانجازات الكبرى - 31 آذار / مارس 2004
فارس يناقش الوضع في لبنان والشرق الاوسط مع الرئيس الأميركي جورج بوش الاب - 25 تشرين الاول / أوكتوبر
فارس يحضر العشاء السنوي لجمعية سانت أندرو الرسول ويلتقي الرئيس الأميركي جورج بوش الأب والسيدة باربرة بوش - 10 آذار / مارس 2002
مشاركة فارس في المنتدى الاقتصادي العالمي - نيويورك 2-3 شباط / فبراير 2002
استلام فارس جائزة صندوق الوحدة الأورثوذكسية الدولي - 21 كانون الثاني / يناير 2002
فارس يلقي محاضرة في الاكاديمية الروسية في موسكو ويصبح دكتور شرف محاضر - 21 كانون الثاني / يناير 2002
فارس، ضيف الشرف في المؤتمر الخامس والأربعين للقمة المسيحية الاورثوذكسية الانطاكية - 28 تموز/يوليو 2001
فارس يحلّ خطيباً رئيسياً في مجلس لوس أنجلوس للشؤون الدولية في ولاية كاليفورنيا وضيف شرف على المؤتمر الخامس والأربعين - 27 تموز / يوليو 2001
مدير عام اليونسكو السيد كويشيرو ماتسورا يمنح فارس ميدالية الأكروبول، باريس- 30 آذار / مارس 2001
منح فارس دكتوراه فخرية في الشؤون العامة الدولية من جامعة تافتس - 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2000
غبطة البطريرك اغناطيوس الرابع هزيم يكرّم فارس
جائزة عصام فارس لحنان عشراوي
قداسة الحبر الأعظم يكرّم فارس
رئيس الرابطة السريانية حبيب افرام يهنئ فارس بالوسام البابوي
في الدبور: الفاتيكان يُنيشن صدر عصام فارس
في الحياة: وسام بابوي لعصام فارس
في النهار: البابا كلّف البطريرك صفير تعليق وسام على صدر فارس
كتبت النهار "وسام بابوي لفارس أرثوذكسي"
في السفير: صفير يسلم فارس وساماً بابوياً الأسبوع المقبل
في الديار: "براءة بابوية" لعصام فارس تقديرا لجهوده في خدمة السلام
كنبت الأنوار: وسام بابوي رفيع الى عصام فارس
صدى البلد: البابا منح عصام فارس وساماً رفيعاً
فؤاد دعبول في الأنوار: أوسمة الكبير للانسان الكبير!
في الأخبار مقال بعنوان البابا يُقلّد فارس وسام غريغوريوس الأكبر
الشرق: صفير يبلغ فارس منحه وساما بابويا يسلمه اياه باحتفال يقام في باريس
المجلس العام الماروني هنأ عصام فارس بالوسام البابوي
البطريرك صفير لعصام فارس: لبنان يحتاجكم مرجعية فاعلة لاستقامة الحياة الوطنية فيه
ابراهيم طعمه في الأنوار: تكريم عصام فارس في الخارج يطرح تساؤلاً حول غربة الدولة
البطريرك الماروني: قلّد قداسة البابا فارس لأنه أدى خدمات كثيرة الى لبنان وغيره
في السفير- فارس: عائد هذا الصيف إلى لبنان
في السفير- صفير قلّد عصام فارس وساماً بابوياً رفيعاً: دليل على مكانتكم المميّزة
الحياة: صفير يقلّد عصام فارس وساماً بابوياً
في السفير- صفيـر لفـارس: لبـنان يحتاجـكم مرجعيـة فاعلـة
الديار: صفير يقلد فارس وساما بابويا لمساهمته في تشجيع المصالحة والحوار
في الأنوار: الاحتفال في باريس بتقليد عصام فارس الوسام البابوي الرفيع
النهار: في احتفال عائلي جمع الأرثوذكسية والمارونية والكاثوليكية العالمية، صفير قلّد عصام فارس وسام غريغوريوس البابوي
في المستقبل تغطية للوسام البابوي في مقال بعنوان "صفير يدعو الدولة الى تولي أمر السلاح والأمن"
أنطوان حبيب في جريدة البلد: عصام فارس نموذج في خدمة الانسان
جريدة الشرق: صفير قلّده وساما باباويا وواصل لقاءاته الباريسية
فؤاد دعبول في الأنوار: فارس رجل معطاء، ويعمل بوصايا الله، وفي خدمة الانسان
في النهار: بري والحريري يهنئان فارس بالوسام البابوي
كتب ميشال حلاق في النهار: أول وسام كاثوليكي لأرثوذكسي لبناني
الحياة: رئيسا المجلس والحكومة يهنئان فارس بالوسام البابوي
في صدى البلد: لماذا كرّم الفاتيكان عصام فارس مستقيم الرأي؟
معهد الشرق الأوسط يكرّم فارس
لمحة عن تاريخ معهد الشرق الأوسط ودوره ومهمته
افتتاح مؤسسة الشرق الاوسط في واشنطن سلسلة مؤتمراتها بتكريم عصام فارس
مقال في الحياة ضمن فقرة "حول المدينة" عن تكريم فارس قي واشنطن
سلسلة محاضرات جامعة تافتس
ملاحظات رئيس الوزراء البريطاني السابق السيد طوني بلير
أرسل إلى صديق
اغلاق
الإسم
*
البريد الإلكتروني
*
*
إسم الصديق
*
بريد صديقك الإلكتروني
*
*
Sending...
بوسطن 2009-02-03
استؤنفت سلسلة "محاضرات عصام فارس" في جامعة تافتس – بوسطن، بمحاضرة هامة ألقاها رئيس وزراء بريطانيا السابق ومبعوث اللجنة الرباعية للسلام في الشرق الاوسط طوني بلير بعنوان "مستقبل السلام في الشرق الاوسط" بحضور نجاد فارس ممثلاً نائب رئيس مجلس الوزراء السابق عصام فارس ، سفير لبنان في واشنطن انطوان شديد، رئيس الجامعة لورانس باكو، والدكتورة ليلى فواز، مديرة مركز فارس للدراسات الشرق اوسطية، السيدة زينة نجاد فارس، والآنسة نور عصام فارس ، اضافة الى عدد كبير من الديبلوماسيين والقناصل الاجانب وطلاب الجامعة.
وهذه هي المحاضرة الحادية عشرة في سلسلة المحاضرات التي تحمل اسم نائب رئيس مجلس الوزراء اللبناني السابق عصام فارس، والتي تلقيها عادة شخصية سياسية دولية لمعالجة المسائل الاساسية التي تواجه الغرب في علاقاته الاستراتيجية مع الشرق الاوسط.
ومن بين المتحدثين السابقين الرؤساء جورج بوش الاب وبيل كلينتون والرئيس الفرنسي السابق فاليري جيسكار ديستان ورئيسة وزراء بريطانيا السابقة مارغريت تاتشر ووزراء الخارجية السابقين جيمس بيكر وكولن باول والسناتور هيلاري رودام كلينتون ومادلين اولبرايت والسناتور السابق جورج ميتشل.
واستهل المحاضرة الرئيس باكو بكلمة شكر فيها نائب رئيس مجلس الوزراء السابق عصام فارس وعائلته لدعمهم هذا المنبر. واشاد باكو بفارس وبجهوده المتواصلة في سبيل اعلاء منابر العلم والثقافة وفتح آفاق جديدة للطلاب.
العودة إلى القمة
كلمة طوني بلير
شكراً لكم، شكراً لكم، شكراً جزيلاً لكم
سيدي الرئيس، السيد فارس، أصحاب السعادة، سيداتي وسادتي.
إنه لأمر رائع أن أكون هنا، في جامعة تافتس لا سيما بعد هذا اليوم الذي امضيته معكم. قبل كل شيء أود أن أتقدم منكم بالاعتذار الشديد لجعلكم تنتظرون حتى هذا الوقت المتأخر من المساء، لكن يجب أن اصارحكم إنه عند منتصف الليل بتوقيتكم أي عند الساعة الخامسة صباحاً في المملكة المتحدة، وبينما كنت أستعد للمجيء، أيقظني ولدي الصغير البالغ من العمر ثماني سنوات وقال لي "الثلج يتساقط"، وهي عبارة بريطانية كلاسيكية معروفة تُقال لتلطيف الواقع. خرجت ورأيت لندن كما لم يسبق لي أن رأيتها قبلاً: كل شيء مطفأ... لا تسألوني كيف وصلت إلى هنا، وصولنا الى هنا يشبه السحر. في الواقع، إن كان ثمة ما يدعو إلى الكآبة فهو الهبوط في بوسطن واكتشاف أن ثلوجكم تبدو أسوأ، لكنكم على الرغم من ذلك تعملون بشكلٍ ممتاز وعادي، الأمر الذي جعلني أتساءل عمّن كان المسؤول طوال هذه السنوات.
على أية حال، وصلت إلى هنا وسأتحدث إليكم الليلة عن الشرق الأوسط وعن وجهة نظري حوله. سأطلعكم على الأفكار التي أعتقد أنها يمكن أن تُنفَّذ لا بل يجب أن تُنفَّذ. إنه موضوع جدّي، غير أنه يحمل في طياته بعضاً من الطرافة. أنا أقضي الكثير من الوقت في المنطقة التي تعتبرها مألوفة سيدي. أعتقد أن الوقوف على جبل نيبو الذي يقع في الجهة الأردنية من وادي الأردن هو أحد أروع الأشياء التي يمكن القيام بها؛ وقد قمت بذلك قبل أشهرٍ قليلة. عندما تصعد إلى قمة جبل نيبو، حيث يُفترض أن يكون موسى قد رأى أرض الميعاد، وتنظر من حولك، يمنكك أن ترى وادي الأردن في البعيد. عند الغسق، يمكنك أن ترى أضواء القدس، وفي الأمسيات الصافية، قد تتمكن من رؤية مناطق في قلب إسرائيل. تلك هي الميزة الرائعة؛ قطعة أرض صغيرة قد تكون أصغر حجماً من أصغر ولاية في الولايات المتحدة الأمريكية، وعلى الرغم من ذلك فإن تلك الأرض قد أعطت هذا التاريخ، ووفرت هذه الحيوية وخلقت هذا الصراع وطرحت هذا التحدي للعالم.
بعد ذلك بوقتٍ قصير، وعندما كنت عند الطرف الثاني من وادي الأردن، زرت جبل التجربة المحاذي لمدينة أريحا. يعتبر "جبل التجربة" مناسباً جداً لرجل سياسي. كنت أتحدث إلى شابٍ فلسطينيٍ عن المنطقة والصراع، توقف الشاب عن الكلام للحظة وسألني، "لماذا كان على موسى والمسيح ومحمد أن يأتوا جميعاً إلى هنا؟". إذاً يمكنك أن تشعر بالتقاليد الغنية والرائعة في هذه المنطقة، وما زلنا نعيش حتى اليوم كل ذرّة من ذاك التاريخ.
العودة إلى القمة
أشعر أن المستقبل يُصاغ في تلك المنطقة، ليس فقط مستقبل هذا الجزء من الأرض بل مستقبل المنطقة برمتها، وبتعبير آخر مستقبل العالم بشكل عام. تعتبر قضيتي والحجة التي أقدمها لكم هذا المساء بسيطة جداً: نحن نواجه تحدياً ينبع من تلك المنطقة؛ تحدياً للإسلام وطريقة تطوره، وتحدياً لنا في الغرب. هل يمكن لكلينا، إسلام وغرب، تعلم التعايش بسلم، وهل نستطيع أن نفهم أن مصيرنا في النجاح والفشل مترابط، وهل من الممكن تحقيق هذا التعايش السلمي أم أننا سننحدر، عوضاً عن ذلك، إلى هاوية القسوة والمرارة واليأس. يتعلق الأمر إلى حدٍ ما بالتحدي الذي تمثله العولمة وكيفية تجاوبنا معها. هل نستجيب للعولمة معاً أو متفرقين. هل يمكن للإسلام أن يحقق الإصلاح ويتيح لثقافته وحضارته وموهبته الازدهار في ظل تعايش سلمي مع العالم في القرن الحادي والعشرين؟ وهل نستطيع نحن في الغرب أن نفهم أن القرن الحادي والعشرين يجب أن يُبنى على العدل ليعمّ السلام فيه؟ هل يمكننا أن نفهم أن أيام التفوق الغربي قد ولًّت وأنّ هذا العالم إما أن ينجح بالشراكة والاحترام المتبادل والتضامن وإما أن يفشل.
أعتقد أن مصيرنا مشترك ولكنني أظن أيضاً أنه مهدّد. لذلك، يمكننا أن نجد معاً غايتنا المشتركة. دعوني أبدأ من المنطقة التي قضيت فيها معظم وقتي. يقول لي بعض الأشخاص أحياناً حين نناقش السياسة الخارجية "هل تعلم انه يجب أن تقلق بشأن أفغانستان بدلاً من العراق". ثم يقول لي آخر:" في الواقع، لا يدعو أي من العراق أو أفغانستان الى القلق بل عليك أن تقلق بشأن باكستان". يتقدم شخص آخر ويقول "في الواقع إيران هي التي يقتضي القلق بشأنها". يمكن إضافة الصومال والسودان واليمن والجزائر إلى اللائحة لأنها شهدت في الأسابيع الأخيرة الأحداث ذاتها: شهدت العنف والإرهاب وجرح فيها الأبرياء وعمّ اليأس. في نظري، إنه صراع واحد تفشّى في ميادين عديدة مختلفة. ليس ثمة سبب محدد. بل إن الأسباب التي أدت إلى هذا الصراع كلّها مهمة: فلسطين مهمة وكاشمير أيضاً ولا ننسى الشيشان. غير أنّني أذكر عندما التحقنا بالدفاع العسكري في كوسوفو لنجدة الكوسوفيين الألبان الملاحقين من قبل الصربيين المسيحيين- كان ثمة إيديولوجية لم تُحدد بدقة غير أنها مترابطة وهي تعبّر عن أن الإسلام يشهد مرحلة انتقالية على حلبات الصراع والتحدي هذه:
- فمن جهة، نرى مسلمين كثيرين يتبعون الموضة الحديثة في مظهرهم كما أنهم معتدلون في السياسة ويؤمنون بأن الرد الأفضل على التحديات التي يواجهها الدين وفقاً لثقافة الإسلام وحضارته هو في الاندماج مع القرن الحادي والعشرين والانتماء إليه والاستمتاع به والمساهمة في تحديده. - لكن، في المقابل، ثمة مجموعة من الناس تعارض العالم الحديث بغير طريقة وتعتقد أن الإسلام ضل طريقه لأنه انحرف عن المسار الحق وأن الرد الأمثل سيكون في العودة، العودة إلى إيديولوجية لا ترتكز على القرآن فحسب، بل على إيديولوجية تعتمد على سياق القرآن كما كان في القرن السابع. يُعبّر هؤلاء عن أنفسهم بالتطرف وبتحوير إيمان الإسلام الحق وهو إيمان مسالم وعادل، وبتحوير مفهوم الجهاد الذي كان يمثل في الأصل صراعاً للاندماج مع العالم قبل أن يتحول إلى صراع لمواجهة العالم. يستعمل هؤلاء المتطرفون الإرهاب سلاحاً قوياً. يستعملونه أداة لبث الاضطراب والاستفزاز. أما التعبير الأكثر وضوحاً عنه فهو التعصب، والناس الذين يفكرون بطريقة مغايرة عن طريقة تفكيرنا يعتقدون أنهم إن قاموا بتفجير قنبلة وقتل أشخاص أبرياء تزداد حظوظهم بالمصالحة مع الله. ومع أننا قد نعتبر هذه الرواية غريبة، يتعين علينا أن نطرح السؤال التالي على أنفسنا: لمَ تجذب الناس مثل هذه الروايات عن الإسلام ؟ السبب هو أنها تثير فيهم شعوراً بأن القدر حتّم على الإسلام والغرب ان ينفصم أحدهما عن الآخر، وأن الغرب هو المُلام لأنه فرض ثقافته على من يتبعون الإسلام وأن صراع الحضارات قد وقع ولا مفر منه، كما قال البروفيسور هنتنغتون، وأن القيادة المعتدلة والحديثة في هذه المنطقة تُعتبر متآمرة مع المرتدّين عن الإيمان الحق.
إنه تحدٍّ بالغ الأهمية وطريقة مجابهته هي التي ستحدد مستقبل هذه المنطقة ومستقبل العالم. ولنتمكن من المواجهة، علينا أن نعترف أولاً بوجود سلسلة مترابطة من الصراعات وأنه ثمة سيناريوهان متنافسان يدور الأول حول التحديث والتعايش ويدور الثاني حول رد الفعل والانقسام. ملاحظة - إنها حرب أو صراع قد يُكسب ببساطة بوسائل عسكرية. لكنه ليس هذا صراعاً تقليدياً وليست هذه سياسة تقليدية أيضاً فهي لا تدخل في أي من الفئتين اليسارية أو اليمينية كما هي الحال في الولايات المتحدة أو أوروبا. وعلينا أن نعترف أيضاً أن التحدي ليس ضمن الدين الإسلامي فحسب بل إنه تحدٍّ لنا أيضاً. هو تحدٍّ لنا غير بسيط لأنه قد يهددنا. بل إنه تحدٍّ لنا لأننا إن أردنا أن نفوز به، علينا أن نستعد لنعتمد رؤية أفضل وأوضح وأكثر استراتيجية للمستقبل. رؤية تُقرّ فيها بأن المستقبل مشترك في الحقيقة، وبأننا لا نستطيع أن نفرض وجهة نظرنا عن العالم على الآخرين. في بعض الآحيان، يصعب علينا، نحن الغربيين، أن نفهم لِمَ قد يكرهنا الناس في مختلف أنحاء العالم. ليست تلك مجموعات يسهل حكمها، وفي الفترة التي كنت فيها رئيساً لحزب العمال في البرلمان، أذكر أن أحد زملائي كان مقيتاً. وفي أحد الأيام، وبينما كان في غرفة الشاي حيث اعتاد أعضاء البرلمان على الاجتماع، قال لأحد زملائه "لِمَ يكرهني الناس في اللحظة الأولى التي يرونني فيها؟" وقد أتاه الجواب: "لأن هذا يختصر الوقت".
" نشعر أحياناً أن حافزاً غريزياً يدفع ببعض الناس في بعض بلدان العالم إلى معارضتنا ومعارضة ما نمثّله ومعارضة ثقافتنا. في الواقع، ليس الامر كذلك. الحقيقة أنه، في العالم الذي تم تكوينه، حيث تُقَرّب العولمة الناس، يبقى السؤال الذي يُطرح "هل سيتمكّن أحدنا من تفهم الآخر أم سينتهي أمرنا بالتفرّق؟". والصراع الدائر حول منطقة الشرق الأوسط وغيرها من المناطق هو في الحقيقة جزء من السؤال نفسه، لذلك فإن الرد العسكري الصرف يستحيل ضرورياً أحياناً: نعم، للمواجهة والمحاربة. غير أن الرد العسكري الصرف لن ينجح أبداً في كسب هذا التحدي أو في تخطّي هذا الصراع. بل إن ما نحتاج إليه هو مزيج من الصلابة واللين. فالقوة العسكرية لا تكفي وحدها. نحن نحتاج أيضاً إلى لغة الدبلوماسية الفاعلة وتقاليدها وسياساتها. يجب أن نعتمد طريقة أعمق وأكثر تواصلاً من تلك التي اعتدنا اعتمادها في التدخل في المنطقة. ما الذي يعنيه ذلك؟ هذا يعني ثلاثة أمور على الأقل:
أولاً، ليس الصراع بين إسرائيل وفلسطين هو السبب في هذه المشكلة. فهذه المشكلة كانت ستطرأ حتى لو لم يكن الصراع قائماً. غير أنّني أقول لكم من أعماق قلبي إن ما تعلمته في الأشهر الخمسة عشر الأخيرة موفداً للجنة الرباعية إلى هذه المنطقة ألقى الضوء على ما يلي: إن حل الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني هو القضية الوحيدة البالغة الأهمية التي يمكننا القيام بها لإحلال السلام والاستقرار في هذه المنطقة في ظل التحديات الأمنية التي نواجهها. ما من شيء أهم أو أكثر إلحاحاً وما من عائق يجب أن يعترض تحقيقه. لمَ يُعتبر ذلك صحيحاً؟ ليس لأهميته بالنسبة إلى الجماعات اليهودية في الولايات المتحدة مثلاً أو بالنسبة إلى الجماعات الإسلامية حول العالم. بل إن سبب أهميته أعمق من ذلك: إن تمكنّا أن نوجد أساساً للسلام في هذا الصراع، وإن تعلم الناس في تلك القطعة الصغيرة من الأرض أن يعيشوا معاً بعد المرارة التي عانوا منها والصراع الذي فرّقهم، فإن ذلك سيشكل نموذجاً فريداً للتعايش الذي نريده ولم نشهده بعد في أي مكان. اذاً إن أثر الصراع أو السلام بين إسرائيل وفلسطين هو أثر لا يشعر به أحد أكثر مما يشعر به أولئك المعنيون به مباشرة. هذا من الناحية الظاهرية، لكن الحقيقة هي أن لهذا الأثر ترددات أبعد من ذلك بكثير- فحتى في شوارع المدن البريطانية، هذه القضية تحفز الناس وتحركهم وتشعرهم بأنهم معنيون بها. سأعمل عن كثب مع السيناتور ميتشل وهو المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط. لقد عملنا معاً في قضية إيرلندا الشمالية حيث تمكنّا من
إحلال السلام بعد المشقات كلّها التي اعترضتنا. وأقول لكم إن أكثر ما يثير القدرة على التحفيز والاعجاب هو رؤية مجموعتين من الناس الذين كانوا أعداء ألدّاء، تحت سقف واحد يستعدون للعمل معاً. ما الذي يجب أن نبدأ بالقيام به أنا والسيناتور ميتشل؟ علينا أولاً إعادة بث القوة في المفاوضات السياسية. في إيرلندا الشمالية، واجهنا مشكلة كبيرة: كان متعذراً بلوغ أي اتفاق حول النتائج المرتقبة. كان علينا أن نجد حلاً مشتركاً مناسباً للجميع: فقد أرادت مجموعة من الناس المملكة المتحدة بينما أرادت مجموعة أخرى "إيرلندا المتحدة"، إلا أنّنا وجدنا طريقة تمكنا، من خلالها، من التوصل إلى حل. في الواقع، في حالة إسرائيل وفلسطين، نحن نعرف ما نريد: نريد دولتين تعيشان جنباً إلى جنب بسلام. ثمة من سيقول: "لقد حاولوا أن يتوصلوا إلى اتفاقية السلام هذه منذ سنوات- أليس ذلك مستحيلاً؟" الجواب هو، لا ليس ذلك بمستحيل.
فلو اجتمعت مجموعتان من الفلسطينيين والإسرائيليين المثقفين المؤمنين بالسلام كلّ في غرفة، وطُلب إلى كل منهما وضع اتفاقية السلام التي تراها مناسبة، فأنا أراهن، على أن الاتفاقيتين، إن قورنتا، فلن تكونا مختلفتين كثيراً. نعم، ثمة صعوبات كبيرة سنواجهها دائماً غير أنّني مؤمن بأننا لو اتخذنا القرار فإن السلام سيكون ممكناً خصوصاً أن الرئيس الجديد للولايات المتحدة، الرئيس أوباما، أشار إلى أنه مصمم على التركيز على هذه القضية بطريقة لا تجعلنا نخسرها كما تعهّد برعايتها. غير أن أول ما نحتاج إليه يبقى العملية السياسية التي يُعاد بث القوة فيها.
أما الأمر الثاني فهو يعني الضفة الغربية حيث يعيش معظم الفلسطينيين وحيث يمكنهم، إن سُمح لهم، أن يبدأوا ببناء دولة وأن يؤسسوها. نحن نحتاج إلى الفعل لنتأكد من أن الفلسطينيين يستطيعون بناء قدرتهم الأمنية الذاتية كما نحتاج من جهة أخرى، بعد بناء هذه القدرة لدى الفلسطينيين، إلى زيادة قدرتهم على حكم أنفسهم، بينما يتعين على إسرائيل أن ترفع وزر احتلالها. في السنة التي مضت، كنت أعمل مع الجنرال جونز وهو مستشار الأمن القومي للرئيس أوباما، محاولين إيجاد إطار أفضل لتحقيق ذلك. في الواقع، وحتى بعد الأحداث الأليمة التي وقعت خلال الأسابيع القليلة في الضفة الغربية، سيطر هدوء نسبي على تلك البقعة. في العام 2008، بدأ الاقتصاد باستعادة نموه وتزايد عدد السواح ثلاثة أضعاف؛ ولاحت بوادر الأمل والازدهار في الأفق. غير أن ما حصل مؤخراً طرح علامة استفهام حول ذلك كله. ومع ذلك، ان تحقيق هذا الهدف ليس في الحقيقة مستحيلاً. وتنبع أهمية ذلك من الواقع القائل إننا وفي الوقت الذي ننجز فيه عملية السلام والمفاوضات، مفاوضات "بناء نظرية الدولة"، الدولة الفلسطينية، كنتم تحلون مشكلة الحدود والقدس وحق العودة والقضايا كلها التي يصعب حلّها بالمفاوضات السياسية- وذلك كله بموازاة نظرية بناء الدولة تلك، التي وُضعت مسبقاً، بينما يتعين علينا البدء بالبناء من الأساس: من طريقة عمل الدولة ومؤسساتها، وقدرتها على الاتحاد، وقدرتها على أداء الخدمات العامة، وبالاخص على تفاعلها بين الامن من جهة ومن جهة اخرى الاحتلال الذي أعاق تطلعات الفلسطينيين على مر السنين، وهذه هي طبعاً نقطة حساسة. ونحتاج أخيراً إلى اعتماد مقاربة لغزة تكون مختلفة عن سابقاتها وأفضل منها. يجب أن يكون هدفنا ردع المتطرفين ومساعدة شعب غزة وأخشى أنه حتى الآن، كان يتم القيام بالعكس. يجب أن نؤمِّن لشعب غزة طريقة للخروج من هذا البؤس. يجب أن نؤمّن لهم الفرصة ليجتمعوا مع إخوانهم وأخواتهم الفلسطينيين في الضفة الغربية.
يجب أن نقدٍّم لهم أفاقاً حقيقية للاتحاد، تقوم على الأسس الصحيحة، الأسس التي تعزز الحل الحقيقي السلمي المرتكز على قيام دولتين. تحقيق ذلك ممكن وهو واجب. في الأسابيع القليلة الماضية التي زرت فيها تلك المنطقة، شعرت بالتوتر يتزايد أكثر بكثير ممّا كنت أشعر به عندما كنت خارجها. شعرت بأن التصدع في سياسة تلك المنطقة يزداد عمقاً؛ لا يمكننا السماح بانقضاء عام آخر من دون أن نحرز أي تقدم في هذه القضية.
العودة إلى القمة
لذلك أنا أقول بكل بساطة: في هذا الصراع الأوسع نطاقاً، تبدو هذه القضية-إسرائيل وفلسطين- بالغة الحساسية. لنعترف بذلك ولنبدأ بجعل العام 2009، عام إحلال السلام في الشرق الأوسط. إن تمكنّا من القيام بذلك، إن بدأنا بتنفيذ آلية تدفع بحق عملية السلام بين إسرائيل وفلسطين إلى الأمام، فأنا أعتقد أن الآلية بين إسرائيل وسوريا وإسرائيل ولبنان لن تكون صعبة التحقيق بعد ذلك. فكروا في إمكانية وضع سياسة جديدة في هذه المنطقة، وفكروا في التغيير الذي من الممكن أن يطرأ، ليس في هذا الجزء من المنطقة، بل في المنطقة كلها وفي العالم.
بالإضافة إلى ذلك، علينا أن نركز على سياستنا الخاصة، وعلى الطريقة التي قد نساعد بها في مجالات عديدة كالتعليم مثلاً. لِمَ نتفاجأ عندما نرى في مدارس باكستان الدينية شباناً يتعلمون التعليم الديني ولا شيء غيره، منذ ساعات الفجر الأولى وحتى حلول المساء. لِمَ نتفاجأ لرؤية جيل كامل ينمو مع مشاكل وصعوبات جمة تدفع ببعض أفراده إلى التطرف؟
بعدئذٍ، نحن نحتاج إلى محاولة ضمان إيجاد هؤلاء الناس الذين ينتمون إلى ديانات وثقافات مختلفة الطرق ليفهموا بعضهم بشكل أفضل، وليعرفوا بعضهم بشكل أفضل وليحترموا بعضهم بشكل أفضل، ليس فقط ليتسامحوا مع بعضهم بل ليفهموا المصير والهدف المشتركين بينهم- وأنا أقوم بذلك في هذه المرحلة من حياتي من خلال المؤسسة الجديدة التي أنشأتها وموضوعها الاختلاط الديني.
يجب أن نرى في هذا المشهد الذي بدأ ينقشع الآن في تلك المنطقة، داخل الإسلام وبين الإسلام والغرب، درساً أكبر وأعمق. والصفة الوحيدة التي تحمل تحديد عالم اليوم هي استقلاله. أصبح مصطلح "شعوب العالم" مبتذلاً اليوم ولكنه صحيح والفكرة القائلة إن الأمم ستلاحق مصالحها الضيقة التي تمثل أدوات تمارس من خلالها سياساتها الخارجية ليست مقيدة معنوياً فحسب بل إنها خاطئة. فهي لا تتناسب مع طبيعة عالم اليوم لذلك فلو اعتبرنا الصراع في الشرق الأوسط، أو تغير المناخ، أو الأزمة الاقتصادية العالمية الراهنة، أو أياً من التحديات التي نواجهها في عالم اليوم، وتخيلنا تدخل رئيس الولايات المتحدة الجديد في كل منها، ما الذي نلاحظه؟ كل من هذه التحديات عالمي، وكل منها يتطلب رداً عالمياً ولا تستطيع أي دولة، حتى لو هي بحجم الولايات المتحدة الأميركية أن تأخذها على عاتقها بمفردها. إنه تحدينا لأنفسنا، فعلينا أن ندرك أننا إن كنا عن حق في عالم متعاضد ومترابط، وإن كان مستحيلاً أن تستطيع دولة واحدة أن تتعامل بمفردها مع هذه التحديات، فالمعادلة واضحة جداً إذاً: للتعامل مع هذه التحديات العالمية ، نحتاج إلى تحالفات عالمية. علينا أن نعترف أن زمن التفوق الغربي، الزمن الذي كان الغرب يفرض فيه الأحكام التي وجَب على باقي دول العالم الامتثال لها، ولّى إلى غير رجعة. عندما قابلت رئيس الوزراء الصيني أمس في لندن، والذي اجتمعت للقياه المؤسسة السياسية البريطانية كما ستجتمع المؤسسات السياسية الأوروبية، وبينما كنا نناقش المسائل، لاحظت الفرق بين تلك اللحظة ولحظة مناقشتي معه عندما انتُخبت رئيساً للوزراء في العام 1997. في ذلك الحين، ألقى الكل خطابات حول قدرة الصين المتصاعدة، غير أن تلك لم تكن إلا مجرد خطابات. فعندما كنت جالساً هناك أمس، أدركت فجأة أن دور الصين اليوم ليس ثانوياً وليس عرضياً بل هو أساسي أكان ذلك في إطار الأزمة الاقتصادية أو التغير المناخي أو الصفقة الدولية الجديدة أو ما يحصل في أماكن كالشرق الأوسط. دور الصين جوهري. هذه هي حقيقة العالم الذي نعيش فيه اليوم. والتحالفات العالمية القائمة في الوقت الراهن أساسية لتحديد طبيعة العالم الذي سنعيش فيه. وأنا أؤمن شخصياً بأنه في ما يعنينا في أوروبا وما يعنيكم أنتم هنا في الولايات المتحدة، إن حلفنا المعروف بحلف شمال الأطلسي سيبقى قوياً. أنا مؤمن بذلك. ليس الأمر سهلاً دائماً. ولست ادري اذا كان ونستون تشرشل أو أوسكار وايلد هو الذي قال اننا امتان تفرقهما لغة مشتركة. إن كنتم تظنون أن ذلك صعب للولايات المتحدة والمملكة المتحدة، فحاولوا العمل في أوروبا. باحترام بالغ أيها السادة القناصلة العامون الحاضرون ههنا، أود أن أخبركم بشيء لعلكم تعرفونه: أنا أتكلم الفرنسية، ولكن ليس بالطلاقة التي كنت أظن أنني قادر على التحدث بها، وقد ارتكبت خطأ بالغاً في بادئ عهدي كرئيس وزراء عندما قررت أن أعقد مؤتمراً صحفياً مباشراً باللغة الفرنسية إلى جانب رئيس الوزراء الفرنسي في ذلك الحين. سُئلت ما إذا كنت أود أن أتمثل برئيس الوزراء الفرنسي في بعض السياسات التي كان يعتمدها. عنيت بإجابتي أنني وددت التمثل برئيس الوزراء في ممارسة سياسات كثيرة يعتمدها. وبدلاً من ذلك، قلت إنني وددت رئيس الوزراء الفرنسي في وضعيات عديدة. وهو بالطبع خطأ يصعب إصلاحه في مؤتمر صحفي. وأظن أنه سيسركم أن تعرفوا أن وجهه احمر خجلاً.
ومع أن هذا يبدو صعباً إلا أنه ضروري لنا. إنها الطريقة الوحيدة حالياً التي يمكننا أن نحرز التقدم من خلالها. ومهما كانت اختلافاتنا، علينا أن نضعها جانباً لنبلغ الهدف الأسمى. هذه التحالفات- الولايات المتحدة الأميركية-الصين أو أوروبا-الصين أو الاتحاد الأوروبي-الولايات المتحدة- بالغة الأهمية تماماً كالتحالفات التي نحاول اليوم تشكيلها في الشرق الأوسط، ذلك أنه يتعين علينا مشاركة هذه الشعوب التي تبحث عن مستقبل معتدل وحديث من التعايش السلمي في تلك المنطقة. علينا أن ندعمها ونساعدها ونساندها في رحلتها نحو الحداثة بدلاً من أن نبقى مكتوفي الأيدي ونقول "لدينا مصالح نفطية أو لدينا مصلحة في دعم هذا النظام في مواجهة نظام آخر،" علينا أن نفهم الواقع القائل إن التحالفات العالمية ضرورية في عالم متعاضد، وإن ما تحتاج إليه هذه التحالفات العالمية هو بالطبع مؤسسات عالمية.
ولا ننسى القيم العالمية والتي يفسر الافتقار إليها الفاعلية المتناقصة للرؤية الضيقة للسياسات الخارجية التي تعتمد فقط على المصالح القومية المباشرة. واذا كان صحيحاً أننا نحتاج إلى تحالفات عالمية، فإن هذه التحالفات بين بلدان متفاوتة النمو ومختلفة في ثقافاتها وحضاراتها، لا تتم على أساس فرض رؤية كونية واحدة وتجاهل الرؤى الباقية، بل تتم عبر الهدف المشترك. والهدف المشترك ينتج فقط عن المعتقدات المشتركة والقيم المشتركة.
العودة إلى القمة
يسألني الناس أحياناً لِمَ أتعاطف مع موضوع إفريقيا والإجابة بسيطة جداً: أنا أشعر أنه من المعيب أن يموت ملايين الأشخاص سنوياً جراء الجوع أو الصراعات أو المرض. وإن فكرتم في المالاريا وحدها، التي تخلصنا منها في أوروبا ومعظم بلدان الغرب، والتي تم التخلص منها بعد أن كانت سبباً أساسياً في الوفيات في أقسام من الهند أو الصين- وإن فكرتم أن ملايين الأشخاص يموتون كل سنة بسببها في إفريقيا، أظن إنه سيكون نداء للمزيد من العمل. أجد صعوبة في تجاهل هذا الموضوع. ولكن حتى إن لم أنظر إليها كقضية أخلاقية، فإن ما يحدث اليوم في إفريقيا هو أن تلك البلدان التي لا تتم مساعدتها على التقدم، تلك البلدان التي تتدهور، لا تضر بشعبها فحسب؛ فإن نظرنا إلى السودان أو الصومال مثلاً أو إلى أي من مناطق الصراع الأخرى، نلاحظ أن هذا الصراع بدأ بالتفشي وقد بدأت هذه البلدان بتصدير التطرف الذي نشأ فيها والذي بدأ ينتشر. لذلك، أنا أعتقد أن سبب مساعدة إفريقيا ليس قضية أخلاقية فحسب بل إنه عمل ينم عن مصلحة ذاتية مفيدة. فإن لم نحارب حرمان ما يقارب المليار شخص من الحظوظ نفسها من الفرص والازدهار لأننا نظن أن ذلك ليس خاطئاً أو مؤذياً حقاً، فلنعلم أن هذه السياسة لن تنجح في عالم مستقل.
أظن أن التحدي الذي نواجهه في الشرق الأوسط هو تحد يعني الناس الذين يعيشون هناك أكثر من سواهم. ولكن سبب مناقشته هنا والسبب الذي يجعل الناس في شوارع بريطانيا يهتمون به هو أن الجميع باتوا يفهمون أنّه من المهم تخطي حدود بقعة الأرض تلك التي رأيتها وأنا أقف على قمة جبل نيبو أو حتى بقعة الأرض الأوسع على هذه القارة ألا وهي منطقة الشرق الأوسط. في هذا التحدي، يمكننا أن نرى الطبيعة الأصلية للسياسات الحديثة.
ومن الأشياء الأكثر صعوبة وإحباطاً التي واجهتها في حياتي السياسية والتي أراها بوضوح بالغ تماماً كما ترونها ويراها رئيسكم، هذا العالم الذي نعيش فيه اليوم، فالعالم الذي يكبر فيه أولادي هو عالم يتحرك بسرعة. وهو يتحرر باستمرار من القيود التي نحاول فرضها عليه أكان ذلك في مجال التكنولوجيا أو الاقتصاد أو في تأثير الصراع على الحالة النفسية والعقلية للناس. اليوم، ليس ثمة من صراع قائم في ناحية من العالم. ولكن إن كنا نتمتع بالقدر الكافي من الاهتمام، نراه في الليل على شاشات التلفزيون. يدخل مباشرة إلى مجتمعنا، إلى غرف الجلوس في بيوتنا. إذاً، فإن العالم الذي يتغير بسرعة ويتحرر من القيود التقليدية التي كانت السياسات تتميز بها في تطبيقها، يحتاج إلى سياسات جديدة ترافق تغيره. وعندما أنظر إلى الفرص التي يقدمها عصر العولمة، أجد أنها هائلة. ولكن كما نرى من خلال اقتصادنا مثلاُ، إن التحديات كبيرة وطارئة بشكل سريع، وهي كلها مرتبطة بظاهرة اساسية وهيٍ أن العالم ينفتح والحدود تُذلل والعوائق تتكسر ونلاحظ حدوث تقارب.
والسؤال هو: هل نجعل من هذا التقارب ينجح أم نحوّله إلى اختلاف وانقسام وصعوبة تؤدي لاحقاً إلى افتراق؟ تلك هي المعركة في جوهرها. تلك هي المعركة التي نشبت الآن في الشرق الأوسط. والهدف من ذلك هو التالي: في النهاية، إن الطريقة الوحيدة التي نجتمع من خلالها في عصر تعاضد عالمي ترتكز على العدالة والتساوي في الأهمية وإن أردنا حل هذا التحدي في الشرق الأوسط، فهذا ما يقتضي علينا فعله. وما يعني الناس هناك هو التالي: ينظرون إلى سياستنا ويسألون: هل تتم معاملتنا بالتساوي؟ هل نهتم لمعاناة الفلسطيننين بقدر ما نهتم لأمن إسرائيل؟ برأيي، يجب أن نهتم للاثنين معاً ولكن بالتساوي، هذا هو الموضوع وهذا ما أعنيه: يمكننا أن نجعل القرن الحادي والعشرين يرتكز على الشراكة والإنصاف والعدل وتقارب المتساوين وليس على ديكتاتورية سياسية.
دعوني أختم بقصة من إيرلندا الشمالية. في إيرلندا الشمالية كان الصراع عسيراً غير أن الإيرلنديين شعب عظيم. هم شعب مبدع وبارع وقد أُتيحت لي الفرصة في سياق مفاوضات إيرلندا الشمالية، ان اتعلم شيئاً عن براعتهم. وما حصل هو أننا كنا نسافر ونمضي أياماً محاولين التفاوض بشأن بنود اتفاق السلام لإيرلندا الشمالية غير أن الأمور كانت صعبة جداً. وفي إحدى المرات، سافرت، وكانت زوجتي على وشك أن تضع ابننا "لايام"، الصبي الذي أخبرتكم عنه قبل قليل. ذهبت إلى ذاك الاجتماع واقترب مني أحد أفراد الوفد الإيرلندي وقال لي: "سيد بلير، إنه لأمر رائع أن تكون زوجتك على وشك الولادة، لتحل عليها البركة. وقلت له "شكراً لك". فقال: "كنت أتساءل: ما هو الاسم الذي ستطلقه على مولودك الجديد؟" فأجبت "حسناً، لا أدري، ولكن إن كان المولود صبياً فسأسميه على اسم أبي." لم أفكر في السؤال بعد ذلك ورحلت. وبعد بضعة أشهر وُلد ابني وذهبنا في دورة أخرى من تلك المفاوضات.
كان الرجل نفسه في الغرفة غير أنّه كان قد اكتسب سمرة ملفتة. هل سبق وذهب أحدكم إلى إيرلندا الشمالية ؟ إنه مكان رائع ولكن ليس لاكتساب السمرة، وبالتأكيد، لا يتوجه أحد إلى إيرلندا الشمالية لهذا السبب. فقلت له "لقد اكتسبت سمرة رائعة،" فأجاب "هل تعلم أن ذلك حصل بفضلك سيد بلير؟" فقلت "وكيف ذلك؟" أجاب "هل تذكر الحوار القصير الذي دار بيننا حول زوجتك وابنك المنتظر؟" وعندما أجبته بالإيجاب استطرد: "حسناً، في اليوم التالي توجهت إلى وكلاء المراهنات وراهنت على اسم الصبي بـ 1000 باوند."
يجب إذاً أن تكونوا متفائلين دائماً، هذا هو ما أنصحكم به.
شكراً لكم، شكراً.
العودة إلى القمة
كلمة السيد نجاد فارس ".
مساء الخير سيداتي وسادتي، أهلاً بكم في سلسلة محاضرات عصام م. فارس.
بالنيابة عن والدي وعن عائلة فارس، يسرّني أن أرحبّ بكم وأن أشكركم على دعمكم.
اسمحوا لي بأن اتوجه بشكر خاص الى الدكتور لاري باكو على صداقته وعلى الدّعم الكبير الذي أحاطنا به طوال هذه السنوات. كذلك، أشكر العميد جامشيد باروشا على جهوده المتواصلة التي بذلها بالنيابة عن جامعة تافتس.
كما أشكر صديقتنا العزيزة الدكتورة ليلى فواز، مديرة مركز عصام فارس وفريقها وذلك على النجاح الكبير الذي حققوه بمثابرتهم. نحن نقدر لك يا ليلى كل ما قدمته وما تقدمينه لهذه المؤسسة العريقة وطلاّبها.
قديم عملنا مع جامعة تافتس ومثمر. هذا هو خطابنا الحادي عشر، واعتقد أن ما قد يلفتكم فيه انما هو يعود الى حضور ضيفنا المميز الذي اختارته الولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي وروسيا والأمم المتحدة للعمل على إحلال السلام في منطقة الشرق الأوسط. إنّه رئيس الوزراء السابق للمملكة المتحدة، دولة الرئيس طوني بلير.
سيد بلير، يشرفنا حضورك بيننا اليوم. وإنه من دواعي سرورنا واعتزازنا أن تكون انت والسناتور جورج ميتشل في عداد المتحدثين في سلسلة المحاضرات هذه.
تعاني منطقة الشرق الأوسط من الحروب والأعمال العدائيّة منذ أكثر من ستّين عاماً. ويشكّل النزاع العربي – الإسرائيلي العقبة الأساسيّة التي تعترض العلاقات بين الغرب والعالمين العربي والإسلامي. لهذه المشكلة أبعاد تاريخيّة ولا يمكن حلّها إلا من طريق التدخّل المباشر من قبل قادة عظام من أمثال طوني بلير، متطلعين بثقة الى الرئيس الجديد باراك أوباما.
ستواجه الإدارة الجديدة في الولايات المتحدة والحكومة الجديدة في إسرائيل مشكلةً قديمة على المستوى العالمي.
فالحرب في غزّة والمآسي الناجمة عنها ومسألة إحلال السلام في الشرق الأوسط باتت كلها أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى. يجب أن يكون السلام منصفاً ومستداماً إذ إنّ إحلال السلام بالتجزئة لم ينجح في الماضي ولن ينجح الآن.
سيكون لبنان أكثر المستفيدين من السلام. أمّا بالنسبة إلى معظم الدول في المنطقة، فنحن نؤمن بأنّ إرساء السلام سوف يحدّ من سيطرة الحركات الأصوليّة وحركات الرفض. وعندئذٍ يستطيع اللبنانيون وسواهم التركيز على مسائل داخليّة ملحّة مثل الديمقراطية وبناء المؤسسات والحرية والتنمية الإقتصادية وحقوق الإنسان.
سيّد بلير نحن متشوقون للإصغاء إلى وجهة نظرك وإلى الحل الذي تقترحه لمعضلة الشرق الاوسط.
Copyright © 2010 Issam M. Fares. All Rights Reserved.