وصف نائب رئيس مجلس الوزراء السيد عصام فارس المحادثات التي أجراها والوفد اللبناني في باريس ضمن إطار الزيارة الرسمية التي قام بها الرئيس اللبناني إميل لحود بالزيارة المثمرة والناجحة قائلاً أنّ الرئيس اللبناني أعلم المسؤولين الفرنسيين بالوضع غير المريح والمضطرب السائد في المنطقة وأظهرت فرنسا عن تفهّم كبير ودعم لا محدود للبنان.  كما أشار فارس الى الاستقبال الحار للوفد اللبناني وشدّد على الصداقة العميقة التي أظهرها المسؤولون الفرنسيون تجاه لبنان والشعب اللبناني.

أتى تقييم فارس للزيارة في أعقاب زيارة رسمية الى باريس برفقة رئيس الجمهورية على رأس وفد يضم، الى جانب السيد فارس، وزير الخارجية محمود حمود، المدير العام للأمن العام جميل السيد، سفير لبنان الى فرنسا إليزيه علم، ومدير الشؤون السياسية والاستشارية في وزارة الخارجية السفير ناجي أبي عاصي.

كان في استقبال الوفد اللبناني وزير الدفاع الفرنسي آلان ريشار والسفير الفرنسي الى لبنان فيليب لوكورتييه ومدير مقاطعة فال بيار مارابو والحاكم العسكري في فرنسا.

في باريس، عُقد لقاء في الإليزيه مع الرئيس الفرنسي جاك شيراك. وتمحورت المحادثات حول الدور الأساسي الذي لعبته أوروبا إجمالاً وفرنسا على الخصوص في إحياء عملية السلام. وركّز الجانب اللبناني بشكل عام أنّ الحرب ستبقى مستمرة في المنطقة حتى استعادة مزارع شبعا وإطلاق سراح السجناء اللبنانيين من السجون الاسرائيلية. كما تطرّقت المحادثات الى الصلات العميقة بين لبنان وفرنسا والروابط التاريخية بين البلدين.

بدأ اليوم الثاني من الزيارة بزيارة قوس النصر ومن ثم أكمل الرئيس لحود وفارس والوفد اللبناني لوضع إكليل على ضريح الجندي المجهول.

كما كان الرئيس لحود والسيدة أندريه لحود والسيد فارس والوفد المرافق ضيوف الشرف لدى رئيس بلدية باريس بيرتران ديلانو الذي نظّم حفلاً في أوتيل دو فيل حضره حشد كبير من المهاجرين اللبنانيين والشخصيات الفرنسية الرفيعة المستوى. بعد الحفل، ألقى ديلانو خطاباً عبّر فيه عن ثقته بمستقبل لبنان منوّهاً بالروابط العميقة بين لبنان وفرنسا التي تعود الى أكثر من قرن.

أما الحدث الثاني الذي ميّز اليوم الثاني من الزيارة فكان اللقاء مع رئيس وزراء فرنسا ليونيل جوسبان في فندق ماتينيون حيث تم التركيز على دعم لبنان لسلام عادل وشامل في المنطقة. اعتبر الجانب اللبناني أنّ الحل في المنطقة يكمن في العودة الى طاولة المفاوضات وفي الانسحاب الاسرائيلي من الأراضي العربية المحتلة، مجدداً دعوته لأوروبا للعب دوراً جديداً ومؤثراً في إعادة تفعيل عملية السلام المعطّلة. وبدوره شدّد رئيس الوزراء ليونيل جوسبان على دعم فرنسا للبنان ورغبتها في الحفاظ على المصالح اللبنانية.

استؤنفت المحادثات خلال حفل عشاء أقامه رئيس الوزراء جوسبان على شرف الوفد اللبناني وتركّزت على المواضيع المحلية والإقليمية ومن بينها انتشار الجيش اللبناني جنوب لبنان. على صعيد آخر، نوّه جوسبان بالاستعدادات الجارية التي يقوم بها الجانب اللبناني لعقد القمة الفرنكوفونية في بيروت.

كما عقد فارس لقاءً مع الجسم الدبلوماسي العربي في مقر إقامة الرئيس اللبناني في مارينا بالاس. ضم اللقاء فارس والوفد اللبناني وأعضاء السلك الدبلوماسي العربي المعتمدين في لبنان برئاسة سفير مصر علي ماهر وبحضور ممثل الجامعة العربية السفير ناصيف حتي.

واختُتمت الزيارة الى باريس بلقاء مع الجالية اللبنانية خلال حفل نظّمه السفير علم.