صفير قلّده وساما باباويا وواصل لقاءاته الباريسية عصام فارس: العودة قريبة وهذا الصيف على الارجح لبنان فوق كل اعتبار والجميع اهلي وعائلتي الكبرى
وعد نائب رئيس الحكومة السابق عصام فارس بــ"العودة القريبة" الى لبنان "وفي هذا الصيف على الارجح"، مفضلاً البقاء في "منأى عن التجاذبات السياسية"، "لأنني لا اخص فريقا من دون آخر، فاللبنانيون جميعا اهلي وعائلتي الكبرى، ادعو في كل وقت الى المحبة والتوحد والى ان يكون لبنان فوق كل اعتبار".
كلام فارس جاء في خلال تقليد البطريرك الماروني مار نصر الله صفير الموجود في باريس، اياه باسم البابا بنديكتوس السادس عشر، وساما باباويا من رتبة "كوموندان" ذات النجمة للقديس غريغوريوس الاكبر، في احتفال اقيم في دارة فارس في العاصمة الفرنسية، تقديرا لمساهماته البناءة في خدمة قضايا العدالة والسلام وحقوق الانسان وتعزيز حوار الحضارات وتشجيع روح المصالحة بين الافراد والمجموعات داخل لبنان وخارجه".
وقال البطريرك صفير، متوجها الى فارس: "ان منحكم هذا الوسام البابوي الرفيع هو دليل على المكانة المميزة التي تحتلونها في قلب قداسة الحبر الاعظم، وفي قلبنا شخصيا. وهي مكانة تؤكد التقدير العميق لشخصكم وقد اضطلعتم بمبادرات انسانية رائدة في لبنان وخارجه، سعت الى تلبية حاجات كبيرة لدى المعوزين والفقراء، وطموحات كبيرة لدى الشباب التواقين الى العلوم، وتطلعات عالية لدى القيمين على مراكز الدراسات والابحاث ، كما سعت الى توفير مقومات التنمية الانسانية الشاملة في مختلف القطاعات والمجالات. وما قمتم به جاء عطاء مسيحيا متجردا ومثلا يقتدى به منزها عن كل غاية، ومترفعا عن كل تمييز وفئوية، وكان في أساس ما لقيتم من تكريم وتقدير لدى الكثير من المرجعيات الدولية تتوجهما اليوم التفاتة قداسة الحبر الاعظم تجاهكم".
ورد فارس بكلمة اعلن فيها تقبله "الوسام الرفيع بشكر واعتزاز"، ليس فقط لأنه صادر من أعلى سلطة كاثوليكية في العالم، قداسة الحبر الأعظم البابا بنيديكتوس السادس عشر، بل لأن من يقلدني إياه شخصيا هو أعلى مرجع ماروني في لبنان والعالم صاحب النيافة والغبطة الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير بطريرك انطاكيا وسائر المشرق".
أضاف: "لقد شئتم أن تقلدوني شخصيا هذا الوسام وتكرمتم بأن يجري الإحتفال في هذه الدار لتباركوها كما تفضلتم وكرمتمونا مؤخرا لدى تشريفكم دارتنا في بينو وبالكلمة المؤثرة التي خصصتموني بها النابعة من قلبكم الكبير الحامل هموم لبنان والساهر على هويته وتراثه ودوره. أما ما نوهتم به من إنجازات إنسانية وتربوية وإنمائية وسواها فأؤكد لكم أنها ما كانت لتتحقق لولا إيماني بتعاليم السيد المسيح وبخاصة منها: "أحبوا بعضكم بعضا".
ثم أخذت الصورة التذكارية وأولم الرئيس فارس على شرف البطريرك صفير والحاضرين.
وكان البطريرك صفير والرئيس فارس قد عقدا، قبل احتفال تقليد الوسام، خلوة ثنائية استغرقت حوالى 45 دقيقة عرضا خلالها الاوضاع العامة في لبنان، والمستجدات الخارجية ذات التأثير على الساحة اللبنانية.
كذلك قلد صفير السيدة هلا عصام فارس ايقونة سيدة قنوبين البطريركية عربون تقدير لدورها الانساني والاجتماعي.
ورأى فارس ردا على سؤال "ان الاختلاف في المواقف ووجهات النظر بين الافرقاء السياسيين أمر طبيعي في البلدان المتقدمة والراقية والا لا تكون ثمة ديموقراطية وحرية"، وقال: "التباين في التفاصيل مسموح أما الخلاف على الجوهر فخط أحمر، والجوهر هو لبنان السيد الحر المستقل المبدع صاحب الدور والرسالة موئل اللقاء والحوار بين الاديان والحضارات والثقافات".
وهل هو خائف على مستقبل لبنان، اجاب فارس: عمر لبنان من عمر التاريخ، وهو أبدي سرمدي خالد وأبواب الجحيم لن تقوى عليه بإذن الله".
وتوجه فارس الى السياسيين اللبنانيين، بالقول: "رسالتي اليهم أمس واليوم وغدا ان يكون ولاؤهم الكامل والمطلق للبنان، وان يترجموا فعلا وممارسة كلام النشيد الوطني اللبناني :"كلنا للوطن".
وتلقى فارس سيلا من البرقيات والاتصالات الهاتفية مهنئة إياه بالوسام البابوي وأبرزها من رئيس الجمهورية ميشال سليمان وبطريرك الروم الارثوذكس اغناطيوس الرابع وقائد الجيش العماد جان قهوجي.