فؤاد دعبول (حكومة) بشخص وزير
في لبنان لا يتفق السياسيون، على الحكومة المقبلة. والمشوار لا يزال طويلاً. اليوم يبدأ أسبوع التشاور. وأمام اللبنانيين بدعة جديدة. وأسلوب جديد في المشاورات. الرئيس المكلف لن يكون في عجلة من أمره. نصف ساعة للنائب، وساعة كاملة لكل كتلة نيابية. ... وعلى أمل في المناقشة. لا في الاختصار، ولا قي الاقتضاب. القصة (بدّها) حوار. يتناول أي حكومة تريدون والقصة أيضاً قصة نظام، لا قصة حقائب. ومشكلة استيزار ومشاركة في الحكم والحكومة. البلاد إذاً أمام (كارثة معقّدة). ثلاثة أشهر والبلاد لا تستطيع تأليف حكومة. الصراعات الاقليمية تحاصرها. ... وكذلك العواصف الدولية. طبعاً، من دون أن ينسى أحد، الخلافات الداخلية. ألا يخجل السياسيون من صراعاتهم العقيمة.في المقابل يطالع الناس، في وكالات الأنباء أخبار (الأعجوبة اللبنانية). معظم النواب يرسلون تباعاً، برقيات التأييد والثناء والتهنئة الى نائب رئيس الوزراء السابق عصام فارس. لا، لأنه يفيض بكرمه وسخائه على مشاريع الخير في لبنان. ولا لأنه يواصل تبرعاته للمشاريع العلمية والانسانية والعمرانية. بل، لأن مؤسسة (كرايسيس) غروب الأميركية الخاصة، قررت تكريمه قريباً في نيويورك. هل تكرّمه وحده?
لا، بل مع رئيسين أميركيين كبيرين في النجاح والممارسة هما الجمهوري جورج بوش الأب. والرئيس الذي أقام في البيت الأبيض بعد أربع سنوات وهو الديمقراطي بيل كلينتون. وما قاله النائب اميل رحمه، قاله سواه في لبنان... (لأننا مثل اللبنانيين جميعاً، نفخر بأن تكونوا مكرَّماً على أعلى المستويات، من أكبر المؤسسات العالمية ضخامة وحضوراً). ولم ينس هؤلاء أن ينوّهوا بما للسيد عصام فارس، من أياد بيضاء، على الانسان اللبناني. إلاّ أن المحامي اميل رحمه، وهو نائب جديد، يحرص مثل سواه، على أن يتطلع الى نائب عكار السابق، ليعود الى وطنه، لأنه بحاجة ماسة الى أمثاله، في هذا الزمن الصعب. لكنهم يرددون معاً، بأن ما يقوم به عصام فارس، هو مدعاة افتخار واعتزاز للبنان وللبنانيين. نعم، يفتقد اللبنانيون عصام فارس، في هذا الزمان الصعب. يفتقدونه، لأنه كان يعطي من دون حساب. فيما غيره يريد أن يأخذ من دون حساب. يفتقدونه، يوم كان يقوم برتبة رئيس حكومة وبدوره. وهو نائب رئيس حكومة. كان عصام فارس يرئس معظم اللجان الوزارية. وكانت مكاتبه تغص بالمستشارين وبالقادرين على خدمة لبنان كله. كان حكومة في شخص وزير. وكان الحلم الذي يراود الناس، ليرعى الخدمة العامة والانسان. العالم يتسابق الى تكريمه. والسياسيون في لبنان يتسابقون الى المغانم. ولو أنصفوا حكاماً ونواباً، لطاروا الى باريس، وأتوا به الى لبنان.