فؤاد دعبول أعجوبة (رعاية المواهب)
الحبر الأعظم لم يخص عصام فارس بوسام بابوي رفيع، لأن الله حباه ثروة. وأعمالاً. بل لأنه رجل معطاء. ويعمل بوصايا الله، وفي خدمة الانسان. والعطاء ليس وقفاً على دين واحد. بل هو من سمات الأديان جميعاً. الاسلامية عموماً، والمسيحية خصوصاً. ومن يعطي، ويجزل في العطاء، يفعل ذلك، بوحي سماوي. والشيخ زايد بن سلطان آل نهيان عاش كبيراً ورحل كبيراً. ومن أروع عطاءاته، والتي يتابعها من بعده الشيخ خليفه بن زايد، تكريم الانسان. ورئيس دولة الامارات اختار ان يتعهد مواهب الشباب في بلاده. وان يَسْبر أغوار الطموحات عندهم، ويعليها. مثلما كان يعلي ناطحات السحاب في أبو ظبي. وهذا ما جعل من دولة الامارات، متحفاً رائعاً للبناء. وهذا أيضا ما يسير عليه خليفته والأنجال. والمعلومات ان زوار أبو ظبي يكتفون أحياناً بمتعة النظر، الى (المتاحف المعلقة) فيها. أو في شقيقتها امارة دبي، حيث ترتفع الأبراج الشاهقة، على مدّ النظر. لكن العائدين، من بلاد الشيخ زايد - رحمه الله - يتحدثون أيضا، عن (أعجوبة المواهب) في بلاده. هؤلاء يرجعون الى أوطانهم مأخوذين بمعجزات البناء. لكنهم يظهرون مشدوهين برعاية مواهب الشباب. ... ولكل انسان موهبة. واذا امتدت اليها يد الرعاية، لا بدّ من ازدهار الابداع. في كل حقل وميدان. * * * بالأمس، قرأت في (الأنوار) عن ظاهرة انسانية فريدة. وشاهدت صورة لأغنى رجلين في العالم يتّحدان لاطلاق مبادرة انسانية. والظاهرة هذه تظهر كارلوس سليم وبيل غيتس، يتفقان مع اسبانيا، من أجل تعزيز أوضاع المعوقين في أميركا الوسطى. هذا يعني ان الملياردير اللبناني الأصل، ونظيره الأميركي، سيستثمران 150 مليون دولار مع اسبانيا انسانيا. والهدف واضح هو تعزيز الأوضاع الصحية للمعدمين في أميركا الوسطى والمكسيك. المبادرة انسانية وعظيمة. وهذا ما يجعل اللبنانيين، يتطلعون الى وعود وعهود أطلقها كارلوس سليم. عندما زار لبنان في الربيع الماضي. لبّى يومئذ دعوة (مؤسسة الانتشار اللبناني) لزيارة لبنان. وعندما زار مدينة جزين، مسقط رأس أهله وأجداده والقادة التاريخيين، قال كلاماً كبيراً لا ينسى. وحدّد: لا أريد ان ان أنثر مساعدات عابرة. بل أريد هبات نادرة. ووعد في أعمال وبمشاريع تتعهد المواهب، وترشد الى انجازات وارساء مؤسسات على أسس ثابتة. كلماته شعّت في القلوب والنفوس. لكن الناس خافت ان تذهب مع الريح. لكنها، وبعد ما قرأت خبر اتفاقه مع الملياردير غيتس باتت تأمل خيراً منه. الناس تريده ان يسير على نهج الشيخ خليفه، وأولاده من بعده. ان يتعهد العقول والمواهب والطاقات. ولا شك انظ وسام القديس غريغوريوس الكبير، سيزيّن صدره. كما توّج عنق عصام فارس في باريس. وقداسة البابا بنديكتوس السادس عشر، لن يتجاهل رجال الخير. ولن يتعامى عن رؤية العطاء، عندما (يهبط) في مكانه، على أعناق مستحقيه.