تكريم عصام فارس في الخارج
يطرح تساؤلاً حول غربة الد ولة
عكار - ابراهيم طعمة
وسام القديس غريغوريوس الكبير، هو الوسام الجديد الذي سيقلده البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير ممثلاً البابا بنديكتوس السادس عشر، الى نائب رئيس الحكومة الأسبق عصام فارس، في التفاتة مميزة من رأس الكنيسة الكاثوليكية في العالم.
هذا الوسام يضاف الى الأوسمة التي تقلدها فارس من أرفع المراجع الدولية من رؤساء بلدان ومجالس نواب وحكومات ومؤسسات ومراجع دينية عالمية، ويأتي بعد التكريم الكبير الذي أقامته له مؤسسة كريزيس غروب الخريف الفائت في الولايات المتحدة الأميركية. هذا الحدث طرح تساؤلات عند الكثيرين من أبناء عكار حول مدى اهتمام أعلى المراجع الدولية السياسية والروحية بفارس، الذي فرض نفسه رجلاً عالمياً على الساحة الدولية من خلال جهده الدؤوب والمتواصل لخدمة الانسانية دون أي تمييز.
السؤال المطروح اليوم في عكار، يبرز ألم الحرمان مجدداً، حرمان الدولة اللبنانية لأبنائها المجلّين في العالم، الذين لو كرَّمتهم كل مراجع الدنيا ولم تكرّمهم دولتهم الأم، فإن التكريم يكون منقوصاً، وفيه غصة، غصة الغربة بين الدولة وأبنائها، غربة الدولة بينها وبين انسانها، غربة الدولة التي لا تقف عند حدود الحرمان للمناطق النائية على كل الأصعدة، بل يتعداه الى الحرمان الانساني اذا صح التعبير، حرمان كل من يستحق الشكر والتقدير لمن أعطى ويعطي دون حساب لوطنه ولمجتمعه ومنطقته. فهل كُتب على عكار أن تعاني الحرمان بكل تجلياته؟
عصام فارس الذي عمل جاهداً على بناء دولة المؤسسات والقانون والمواطنية الحقة نراه اليوم يُكرَّم في أعلى المحافل الدولية، في حين أن دولته التي أعطاها ولم يأخذ منها حتى حبة حنطة، نجدها لامبالية ازاء هكذا رجال.
واجبات الدولة
ويرى العكاريون أن الحرمان الذي مارسته الدولة اللبنانية منذ قيامها وحتى اليوم يأخذ أشكالاً شتى ولا يقف فقط عند الحرمان الاقتصادي والاجتماعي والحياتي، بل يتعداه الى أبسط الواجبات التي على الدولة القيام بها، تجاه كل فرد من أبنائها، رفع اسم وطنه عالياً وقدّم للانسانية وللوطن دون حساب، وكم هو مؤلم أن يرى الناس، أعلى المحافل الدولية ورؤساء الدول الكبرى يكرّمون أبناء وطنهم، في حين أن دولتهم لا تعير هذا الأمر أي اهتمام.
وتحفل ذاكرة المواطنين بأسماء شخصيات لعبت دوراً مميزاً على كافة الصعد في لبنان والمهجر ولاقت تكريماً منقطع النظير في الخارج، ويحضر هؤلاء الى لبنان ويذهبون ولا مَن يدري. ويعتبر أبناء عكار أن تكريم هؤلاء الأشخاص هو تكريم للوطن بكل فئاته وتكريم للأرض التي أنبتتهم والى الأمهات اللواتي أنجبتهم، هو تكريم للدولة والمواطن وللتاريخ ولكل لبناني في كل أصقاع الدنيا.
والسؤال الذي لا بد من طرحه: ألم يعطِ عصام فارس مثلاً في التفاني في خدمة أبناء وطنه ومنطقته؟ أين هي الدولة، من المشاريع التي تعجز هي عن تنفيذها، والتي وضعت عكار في كنف أهم خطة تنموية شاملة في تاريخها؟ أين هي الدولة من استحداث الشرايين الحيوية بين كافة مناطق عكار، وتأهيل وتوسيع الطرقات الرئيسية وتجميلها؟ أين هي من استحداث المراكز التربوية والجامعية؟ أين هي من القصور والمباني البلدية والقاعات العامة والثقافية؟ أين هي من كل التقديمات والمشاريع الاجتماعية والصحية التي لا يزال عصام فارس يفيض بها على الناس؟
والسؤال الأهم الذي يتبادر الى الأذهان: هل ان عصام فارس ابن الكنيسة الأورثوذكسية، اللاطائفي، الذي يعمل على تنمية الانسان مهما كان انتماؤه، لا يكرَّم في وطنه لأنه لا ينتمي الى طائفة سياسية من الطوائف التي تتوالى على حكم البلاد والعباد؟